❞ كتاب سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون ) ❝  ⏤ سيدة اسماعيل كاشف

❞ كتاب سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون ) ❝ ⏤ سيدة اسماعيل كاشف


أبو العباس أحمد بن طولون (23 رمضان 220 هـ - 10 ذو القعدة 270 هـ/ 20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق.

استطاع أحمد بن طولون استغلال موارد مصر استغلالا حكيما، فاستطاع إقامة نهضة شاملة في مصر، وتمثلت في الآتي:

العمارة
بناء القطائع
لما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عنه وعن جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.

واختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم حيث حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش، كما أنشأ المستشفيات والبيوت.

وقد قسمت المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التي تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم ولهذا سميت المدينة بالقطائع، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر والحلمية.

قصر أحمد بن طولون
أنشأ أحمد بن طولون قصره في موقع ميدان القلعة الحالي وقد اندثر تماماً، وقد بدأ في بنائه في (شعبان 256 هـ/ يوليو 870) ويُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً، كان القصر بمثابة نواة لمدينة القطائع، وقد حول ابن طولون السهل الواقع بين القصر والجبل إلى ميدان كبير يضرب فيه بالصوالجة، وكان للقصر عدة أبواب منها باب الميدان الكبير وكان منه دخول الجيش وخروجه، وباب الخاصة، وباب الجبل الذي يلى جبل المقطم، وباب الحرم، وباب الدرمون وباب دغناج وسميا كذلك نسبة إلى حاجبين بهذين الاسمين كانا يجلسان أمامهما، وباب الساج لأنه كان مصنوعًا من خشب الساج، وباب الصلاة الذي يخرج منه ابن طولون للصلاة وكان على الشارع الأعظم وكان يعرف أيضًا بباب السباع.

وتحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة، وأنه كان يتميز بوجود سلالم خارجية.

مسجد التنور
شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيءًا. وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس.

جامع أحمد بن طولون
يعد جامع أحمد بن طولون من أشهر جوامع مصر، وهو أشهر أعمال أحمد بن طولون وعن الرواية التي أُثر أنه بسببها قرر ابن طولون بناء المسجد، يحكي كتاب «القاهرة:جوامع وحكايات»، أن ابن طولون كان يصلي في مسجد شديد الضيق، ولهذا قرر أن يبني المسجد، وهناك حلم من أحلام أحمد بن طولون، ربما كان سببا في بناء واحد من أهم مساجد القاهرة، مسجد أحمد بن طولون، حيث رأي ابن طولون أن الله تعالى تجلى لجميع القصور المحيطة بموضع جامعه، ولم يتجلى للجامع، ففسر له المفسرون «يخرب ما حول الجامع، ويبقى قائما وحده»، وعندها بني المسجد، وبعد بنائه رأي ابن طولون حلما آخر أن نارا عظيمة التهمت المسجد، فبشره المفسرون لما قص عليهم الحلم أنه تقبل من الله، حيث كان النار رمزا لقبول القربان في الماضي، ويُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع، إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات والتوسعات معالمه الأصلية تماماً، وقد أنشأه الأمير أحمد بن طولون في الفترة بين عامي 263 هـ ـ 265 هـ،

وقد أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه على مساحة ستة أفدنة ونصف، ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، ومما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك. ولقد بنى هذا المسجد مهندس مسيحي يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني، وقد قال له أحمد بن طولون: أريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى، وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدولة العباسية مصر في أواخر عهد موسى هارون وسوا القطائع بالأرض ولم يبق منها سوى هذا المسجد.
سيدة اسماعيل كاشف - سيدة إسماعيل الكاشف من كبار المؤرخين والباحثين المصريين، عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، أستاذ جامعي. ❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون ) ❝ ❞ مصر في فجر الإسلام من الفتح العربي إلى قيام الدولة الطولونية ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( الوليد بن عبدالملك ) ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( عبدالعزيز بن مروان ) ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ دار الكاتب العربي ❝ ❞ وزارة الثقافة المصرية ❝ ❱
من تاريخ مصر الطولونية كتب تاريخ مصر - مكتبة كتب التاريخ.


اقتباسات من كتاب سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون )

نبذة عن الكتاب:
سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون )

2017م - 1445هـ

أبو العباس أحمد بن طولون (23 رمضان 220 هـ - 10 ذو القعدة 270 هـ/ 20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق.

استطاع أحمد بن طولون استغلال موارد مصر استغلالا حكيما، فاستطاع إقامة نهضة شاملة في مصر، وتمثلت في الآتي:

العمارة
بناء القطائع
لما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عنه وعن جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.

واختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم حيث حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش، كما أنشأ المستشفيات والبيوت.

وقد قسمت المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التي تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم ولهذا سميت المدينة بالقطائع، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر والحلمية.

قصر أحمد بن طولون
أنشأ أحمد بن طولون قصره في موقع ميدان القلعة الحالي وقد اندثر تماماً، وقد بدأ في بنائه في (شعبان 256 هـ/ يوليو 870) ويُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً، كان القصر بمثابة نواة لمدينة القطائع، وقد حول ابن طولون السهل الواقع بين القصر والجبل إلى ميدان كبير يضرب فيه بالصوالجة، وكان للقصر عدة أبواب منها باب الميدان الكبير وكان منه دخول الجيش وخروجه، وباب الخاصة، وباب الجبل الذي يلى جبل المقطم، وباب الحرم، وباب الدرمون وباب دغناج وسميا كذلك نسبة إلى حاجبين بهذين الاسمين كانا يجلسان أمامهما، وباب الساج لأنه كان مصنوعًا من خشب الساج، وباب الصلاة الذي يخرج منه ابن طولون للصلاة وكان على الشارع الأعظم وكان يعرف أيضًا بباب السباع.

وتحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة، وأنه كان يتميز بوجود سلالم خارجية.

مسجد التنور
شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيءًا. وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس.

جامع أحمد بن طولون
يعد جامع أحمد بن طولون من أشهر جوامع مصر، وهو أشهر أعمال أحمد بن طولون وعن الرواية التي أُثر أنه بسببها قرر ابن طولون بناء المسجد، يحكي كتاب «القاهرة:جوامع وحكايات»، أن ابن طولون كان يصلي في مسجد شديد الضيق، ولهذا قرر أن يبني المسجد، وهناك حلم من أحلام أحمد بن طولون، ربما كان سببا في بناء واحد من أهم مساجد القاهرة، مسجد أحمد بن طولون، حيث رأي ابن طولون أن الله تعالى تجلى لجميع القصور المحيطة بموضع جامعه، ولم يتجلى للجامع، ففسر له المفسرون «يخرب ما حول الجامع، ويبقى قائما وحده»، وعندها بني المسجد، وبعد بنائه رأي ابن طولون حلما آخر أن نارا عظيمة التهمت المسجد، فبشره المفسرون لما قص عليهم الحلم أنه تقبل من الله، حيث كان النار رمزا لقبول القربان في الماضي، ويُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع، إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات والتوسعات معالمه الأصلية تماماً، وقد أنشأه الأمير أحمد بن طولون في الفترة بين عامي 263 هـ ـ 265 هـ،

وقد أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه على مساحة ستة أفدنة ونصف، ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، ومما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك. ولقد بنى هذا المسجد مهندس مسيحي يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني، وقد قال له أحمد بن طولون: أريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى، وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدولة العباسية مصر في أواخر عهد موسى هارون وسوا القطائع بالأرض ولم يبق منها سوى هذا المسجد. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:


أبو العباس أحمد بن طولون (23 رمضان 220 هـ - 10 ذو القعدة 270 هـ/ 20 سبتمبر 835 - 10 مايو 884) هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (254 هـ/868 - 270 هـ/884)، كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.

قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان معروفا بالتدين وحسن الخلق ومجالسته العلماء، حيث كان منذ صغره متصفاً بالرزانة والولاء وحفظ القرآن والتفقه في الدين، وكان والده من أتراك القفجاق.

استطاع أحمد بن طولون استغلال موارد مصر استغلالا حكيما، فاستطاع إقامة نهضة شاملة في مصر، وتمثلت في الآتي:

العمارة
بناء القطائع
لما رأى ابن طولون الفسطاط والعسكر تضيقان عنه وعن جنوده، فكر في بناء عاصمة جديدة وسماها القطائع، فبناها متأثراً ببهاء سامراء التي نشأ بها.

واختار أحمد بن طولون لمدينته المنطقة الممتدة ما بين جبل يشكر وسفح جبل المقطم حيث حرص على أن تقوم المدينة الجديدة على مرتفع من الأرض لتبرز على سائر المجموع العمراني بمصر، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للأمارة بجوار جامعه وكان بينهما ساحة فسيحة كانت ملعبا له ولقواد الجيش، كما أنشأ المستشفيات والبيوت.

وقد قسمت المدينة إلى أقسام سمى كل منها قطيعة وكانت كل قطيعة تسمى باسم الطائفة التي تسكنها فكان قواد الجيش يقيمون في قطيعة خاصة بهم وأرباب الصناعات والتجار في قطيعة أخرى وأصحاب الحرف في قطيعة خاصة بهم ولهذا سميت المدينة بالقطائع، وتشغل القطائع القديمة من أحياء القاهرة الحالية أحياء السيدة زينب والقلعة والدرب الأحمر والحلمية.

قصر أحمد بن طولون
أنشأ أحمد بن طولون قصره في موقع ميدان القلعة الحالي وقد اندثر تماماً، وقد بدأ في بنائه في (شعبان 256 هـ/ يوليو 870) ويُحكى من ضخامته أنه كان له أربعون باباً، كان القصر بمثابة نواة لمدينة القطائع، وقد حول ابن طولون السهل الواقع بين القصر والجبل إلى ميدان كبير يضرب فيه بالصوالجة، وكان للقصر عدة أبواب منها باب الميدان الكبير وكان منه دخول الجيش وخروجه، وباب الخاصة، وباب الجبل الذي يلى جبل المقطم، وباب الحرم، وباب الدرمون وباب دغناج وسميا كذلك نسبة إلى حاجبين بهذين الاسمين كانا يجلسان أمامهما، وباب الساج لأنه كان مصنوعًا من خشب الساج، وباب الصلاة الذي يخرج منه ابن طولون للصلاة وكان على الشارع الأعظم وكان يعرف أيضًا بباب السباع.

وتحفل القاهرة بقليل من الآثار الطولونية الأخرى كالبيت الطولوني القائم بمنطقة المدابغ بمصر القديمة، وأنه كان يتميز بوجود سلالم خارجية.

مسجد التنور
شيَّد أحمد بن طولون مسجدًا آخر على جبل يشكر يعرف بمسجد التنور، ويذكر المؤرخون أن مسجد التنور هو موضع تنور فرعون، كان يوقد له عليه، فإذا رأوا النار علموا بركوبه فاتخذوا له ما يريد، وكذلك إذا ركب من عين شمس، ويقال: إن تنور فرعون لم يزل في هذا الموضع بحاله إلى أن خرج إليه قائد من قواد أحمد بن طولون فهدمه وحفر تحته، ويبدو أنه كان يظن أنَّ هناك مالاً مدفونًا تحته ولكنه لم يجد شيءًا. وقد بنى أحمد بن طولون لهذا الجامع مئذنة، كانت تستعمل فيها النيران ليلاً لهداية الناس.

جامع أحمد بن طولون
يعد جامع أحمد بن طولون من أشهر جوامع مصر، وهو أشهر أعمال أحمد بن طولون وعن الرواية التي أُثر أنه بسببها قرر ابن طولون بناء المسجد، يحكي كتاب «القاهرة:جوامع وحكايات»، أن ابن طولون كان يصلي في مسجد شديد الضيق، ولهذا قرر أن يبني المسجد، وهناك حلم من أحلام أحمد بن طولون، ربما كان سببا في بناء واحد من أهم مساجد القاهرة، مسجد أحمد بن طولون، حيث رأي ابن طولون أن الله تعالى تجلى لجميع القصور المحيطة بموضع جامعه، ولم يتجلى للجامع، ففسر له المفسرون «يخرب ما حول الجامع، ويبقى قائما وحده»، وعندها بني المسجد، وبعد بنائه رأي ابن طولون حلما آخر أن نارا عظيمة التهمت المسجد، فبشره المفسرون لما قص عليهم الحلم أنه تقبل من الله، حيث كان النار رمزا لقبول القربان في الماضي، ويُعتبر جامع أحمد بن طولون شيخ جوامع القاهرة بلا نزاع، إذ أنه أقدم مسجد باقي على حالته الأصلية بشكل كامل مع بعض الإضافات المملوكية، على عكس جامع عمرو بن العاص الذي محت التجديدات والتوسعات معالمه الأصلية تماماً، وقد أنشأه الأمير أحمد بن طولون في الفترة بين عامي 263 هـ ـ 265 هـ،

 وقد أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينار في بنائه على مساحة ستة أفدنة ونصف، ويشعر زائره برهبة وخشوع عظيم، ومما يسترعى انتباه الزائر مئذنة الجامع بمظهرها الفريد في العمارة الإسلامية بمصر وهذه المئذنة تتألف من قاعدة مربعة تقوم عليها ساق أسطوانية يلتف حولها من الخارج سلم دائري لولبى عرضه 90 سم، ويعلو الساق الأسطوانية للمئذنة طابقان مثمنان تتوسطهما شرفة بارزة تحملها مقرنصات، وهذان الطابقان المثمنان من الطراز المعمارى الشائع في عصر المماليك. ولقد بنى هذا المسجد مهندس مسيحي يدعي سعيد بن كاتب الفرغاني، وقد قال له أحمد بن طولون: أريد مسجد إذا احترقت مصر بقى وإذا غرقت بقى، وبالفعل حدث هذا عندما غزت الدولة العباسية مصر في أواخر عهد موسى هارون وسوا القطائع بالأرض ولم يبق منها سوى هذا المسجد.

عمليات بحث متعلقة بـ سلسلة أعلام العرب

سلسلة أعلام العرب للبيع

سلسلة أعلام الأدباء والشعراء pdf

سلسلة أعلام المسلمين pdf

كتاب أعلام العرب

موسوعة أعلام العرب pdf

سلسلة أعلام الفقهاء والمحدثين PDF

عباس محمود العقاد - محمد عبده 

علي ادهم - المعتمد بن عباد الوطني 

زكي نجيب محمود - جابر بن حيان 

علي عبدالواحد وافي - عبدالرحمن بن خلدون حياته واثاره ومظاهر عبقريته 


محمد يوسف موسي - ابن تيمية - ط وزارة الثقافة مصر

معاوية – ابراهيم الابياري - غير متوفر - ط وزارة الثقافة مصر

سيد درويش حياته واثار عبقريته – محمود احمد الحفني 

عبدالقاهر الجرجاني وجهوده في البلاغة العربية 

علي محمد الحديدي - عبدالله النديم خطيب الوطنية 

عبدالملك بن مروان موحد الدولة العربيه حياته وعصره 

امين الخولي - مالك - تجارب حياة - ط وزارة الثقافة مصر

عبداللطيف حمزة - القلقشندي في كتابه صبح الاعشي 

احمد محمد الحوفي - الطبري 

سعيد عبدالفتاح عاشور - الظاهر بيبرس 

محمد مصطفي حلمي - ابن الفارض

علي حسني الخربوطلي - المختار الثقفي مراة العصر الاموي 

سيدة اسماعيل كاشف - الوليد بن عبدالملك

زكريا احمد – صبري ابو المجد 

ماهر حسن فهمي - قاسم امين

ابو حازم احمد الشرباصي - شكيب ارسلان داعية العروبة والاسلام 

عبدالحميد سند الجندي - ابن قتيبة العالم الناقد الاديب 

محمد عجاج الخطيب - ابو هريرة راوية الاسلام 

جمال الدين الرمادي - عبدالعزيز البشري 

محمد جابر عبدالعال الحيني - الخنساء شاعرة بني سليم 

الكندي فيلسوف العرب 

بدوي طبانة - الصاحب بن عباد الوزير الاديب العالم 

محمد عبدالعزيز مرزوق - الناصر محمد بن قلاوون 

احمد زكي الملقب بشيخ العروبة حياته -اراؤه -اثاره 

سيد حنفي حسنين - حسان بن ثابت شاعر الرسول 

محمد فرج - المثني بن حارثة الشيباني - فارس بني شيبان 

عبد القادر أحمد طليمات - مظفر الدين كوكبوري امير اربل 

ابراهيم احمد العدوي - رشيد رضا - الامام المجاهد 

ابو حيان التوحيدي اديب الفلاسفة وفيلسوف الادباء 

ماهر حسن فهمي - الزهاوي - sH 

احمد لطفي السيد استاذ الجيل 

الناصر صلاح الدين يوسف بن ايوب



سنة النشر : 2017م / 1438هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 5.4 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون )

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون )
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
سيدة اسماعيل كاشف - Saida Ismail Kashif

كتب سيدة اسماعيل كاشف سيدة إسماعيل الكاشف من كبار المؤرخين والباحثين المصريين، عضو في المجمع العلمي العربي بدمشق، أستاذ جامعي.❰ لها مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون ) ❝ ❞ مصر في فجر الإسلام من الفتح العربي إلى قيام الدولة الطولونية ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( الوليد بن عبدالملك ) ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( عبدالعزيز بن مروان ) ❝ الناشرين : ❞ الهيئة المصرية العامة للكتاب ❝ ❞ دار الكاتب العربي ❝ ❞ وزارة الثقافة المصرية ❝ ❱. المزيد..

كتب سيدة اسماعيل كاشف
الناشر:
وزارة الثقافة المصرية
كتب وزارة الثقافة المصرية ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ دعما للديمقراطية العربية: لماذا وكيف تقرير فريق عمل مستقل ❝ ❞ أحمد زكي الملقب بشيخ العروبة حياته آراؤه آثاره ❝ ❞ تطور الموسيقى والطرب في مصر الحديثة عبد المنعم إبراهيم الجميعى ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( احمد بن طولون ) ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب ( قاسم امين ) ❝ ❞ نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان الجزء الرابع ❝ ❞ نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان الجزء الثالث ❝ ❞ نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان الجزء الاول ❝ ❞ سلسلة أعلام العرب (حسان بن ثابت شاعر الرسول) ❝ ❞ نزهة النفوس والأبدان في تواريخ الزمان الجزء الثاني ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ سعيد عبد الفتاح عاشور ❝ ❞ أنور الجندي ❝ ❞ زكريا ابراهيم ❝ ❞ عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ ❝ ❞ د. على حسنى الخربوطلى ❝ ❞ حسن أحمد محمود ❝ ❞ سيدة اسماعيل كاشف ❝ ❞ محمد عجاج الخطيب ❝ ❞ أحمد الشرباصي ❝ ❞ د. بدوى طبانة ❝ ❞ د. حسين فوزى النجار ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ محمود رزق سليم ❝ ❞ إبراهيم أحمد العدوى ❝ ❞ محمد عبد العزيز مرزوق ❝ ❞ محمد عبدالغني حسن هلال ❝ ❞ ماهر حسن فهمي ❝ ❞ محمد مصطفى حلمي ❝ ❞ مقدم . محمد فرج ❝ ❞ احمد كمال زكي ❝ ❞ علي بن داود الصيرفي ❝ ❞ مادلين أولبرايت ❝ ❞ أحمد فؤاد الأهواني ❝ ❞ فوقية حسين محمود ❝ ❞ عبد القادر أحمد طليمات ❝ ❞ محمود احمد الحفني ❝ ❞ يوسف عز الدين عيسى ❝ ❞ عبد الحميد سند الجندي ❝ ❞ عبدالرؤوف مخلوف ❝ ❞ محمد جابر عبد العال الحيني ❝ ❞ Ahmad Muhammad El howfy_أحمد محمد الحوفي ❝ ❞ سيد حنفي حسنين ❝ ❞ محمود غنيم ❝ ❞ عبد اللطيف حمزة ❝ ❞ محمود الهجرسي ❝ ❞ حسن فتحي ❝ ❱.المزيد.. كتب وزارة الثقافة المصرية