❞ كتاب عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝  ⏤ مصطفى الدرويش

❞ كتاب عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝ ⏤ مصطفى الدرويش

عندما أنهى دراسته الابتدائية، التحق بالمدرسة العثمانية المتوسطة، وتخرج منها بعد أربع سنوات، وقد لقب بالشيخ علي لأنه درس في مدرسة دينية، وقد عيّن بعد ذلك في وظيفة رئيس جماعة الموسيقيين والمنشدين في التكية المولوية.

بقي الشيخ علي في المولوية عدّة أعوام، وكان خلالها يواصل البحث والدراسة عن أصول الموسيقى، وقد جمع وصنف ودرس المؤلفات الموسيقية، وبحث عن ألحان الموشحات القديمة والقدود الحلبية، وعن فاصل "اسق العطاش" وعن فواصل رقص السماح وحركاتها، وكل ما تتميز به، ثم ألف مجموعة من الألحان الصوفية الخاصة بالطريقة المولوية، وهي المعروفة بالألحان القدسية، ومسجلة لإذاعة حلب، مع مجموعة أخرى من ألحانه.

أرسل الأمير خزعل، أمير المحمّرة، وهي الإمارة التي تقع شمال شرقي مدينة البصرة، في طلب علي الدرويش، فانتهز هذه الفرصة، وسافر على رأس فرقة موسيقية إلى الإمارة في عام 1912، وبقي في ضيافة الأمير عامين اثنين، نسب إليه رئاسة الفرقة النحاسية الخاصة بالقصر والإشراف على تدريباتها، وكان معه في الفرقة الشيخ عمر البطش، وقد درس خلالها الموسيقى والأغاني الفارسية حتى حذقها.

في تركيا
في عام 1914، أجرت وزارة المعارف التركية فحصاً لانتقاء مدرسين للموسيقى، نجح فيه، وعيّن في مركز ولاية قسطموني الواقعة شمالي تركيا، وقد التحق بمعهد "دار الألحان" أثناء عمله في الولاية، فكان يسافر إلى إسطنبول ويجري امتحاناته في المعهد المذكور.

كان عمله في مدينة قسطموني تدريس مادة الموسيقى في المدارس السلطانية ودار المعلمين، فقام بتشكيل فرقة موسيقية لآلات النفخ من الطلاب، وكانت هذه الفرقة تقوم بالعزف في المناسبات الرسمية والشعبية والاستقبالات وغيرها.

في مدينة قسطموني، كان يتردّد على مركز المولوية، وبلغت مدّة إقامته فيها تسع سنوات، تزوّج خلالها من هناك، وأنجب خمسة أولاد ذكور بقي منهم ثلاثة على قيد الحياة. هناك، اهتم بتأليف كتابه الذي عرف بـ "كتاب النظريات الحقيقية في علم القراءة الموسيقية"، واعتمد فيه على العديد من الكتب والمصادر الفنية والعلمية.

العودة إلى حلب
بعد الحرب العالمية الأولى، عاد الشيخ إلى موطنه حلب، واستقال من عمله في وزارة المعارف وأنجز بعض الأعمال الموسيقية، ولحن العديد من المقدمات الموسيقية والألحان الغنائية، كالموشحات والأناشيد والبشارف والسماعيات، وغيرها.

في هذه الفترة، عمل في "نادي الصنائع النفيسة"، مسؤولا عن القسم الموسيقي فيه، وعمل على تشكيل فرقة موسيقية، مع عدد من المردّدين والمغنيين، بقيادته وإشرافه، وكانت هذه الفرقة تعمل على مسارح مدينة حلب، وتجوب أنحاء القطر وخارجه، وتمّ استدعاؤه مع فرقته للعمل على مسارح إسطنبول، فقدمت الفرقة العديد من الحفلات على المسارح، وحققت نجاحاً كبيراً عبر تقديمها نماذج من الألحان، ومعظمها من ألحان الشيخ علي الدرويش، عازف الناي، ومدير الفرقة نفسه، وقد امتدت هذه الرحلة الفنية ما يزيد على ستة أشهر، عادت بعدها الفرقة إلى حلب، وقد اكتسبت خبرة موسيقية عملية.

في مصر
في عام 1927، استلم الشيخ علي الدرويش دعوة رسمية موقعة من إدارة المعهد الموسيقي الشرقي في القاهرة؛ فسافر إليها مصطحباً مؤلفاته الموسيقية، وبرفقته عائلته وأولاده، وهناك تمّ الاطلاع على مؤلفاته من قبل لجنة فنية خاصة، واتفقت معه على شراء مؤلفه وكتابه المخطوط للقيام بتدريسه لطلبة المعهد لمدّة ثلاث سنوات دراسية، على أن يكون للمعهد الحقّ في نشر الطبعة الأولى من المخطوط، وكلف بتدريس آلة الناي حسب الأصول، كما طلب إليه أيضاً الإسهام في حفلات ونشاطات المعهد الرسمية، وسجّل خلال وجودة في القاهرة نخبة من ألحانه وموسيقاه على أسطوانات شركتي "بيضا فون" و"كراما فون"، كما أنه لم ينس زيارة قصر التكية المولوية؛ فكان يشترك في حفلاتها، ويقوم بأداء ألحانها مع فريق من المنشدين، منفرداً تارة وعزفاً على الناي تارة أخرى.

كُلف الشيخ علي خلال إقامته في مصر، بتدوين عدد كبير من الموشحات والأدوار المصرية القديمة، مثل ألحان وأدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان، وداود حسني وغيرهم، إلى جانب تسجيله بعض العزف المنفرد على الناي.

وجهت إليه دعوة رسمية موقعة من رئاسة ديوان الملك فؤاد الأوّل للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل في القاهرة، وذلك في عام 1932، ودعي إلى هذا المؤتمر كبار علماء الموسيقى والفنانين من عرب وشرقيين ومستشرقين وأوروبيين، ودام انعقاده قرابة شهر من الزمن. ساهم الشيخ علي في لجنة المقامات والإيقاعات المستعملة التي لها جذور في الموسيقى الشرقية، وسجلت هذه الأبحاث وطبعت في كتاب بعدة لغات.

في تونس
في عام 1931، تعرّف إلى المستشرق البارون رودلف ديرلنجية الذي أعجب بمقدرته الفنية والعلمية، ودعاه للعمل معه في مقرّ إقامته في تونس، وحصل له من المعهد الموسيقي الشرقي على أذن ملكي بالسفر إلى تونس.

سافر الشيخ علي الدرويش إلى تونس مرة أخرى في أواخر عام 1931، فمكث هناك عدّة أشهر، عاد بعدها إلى القاهرة، ليشارك في أعمال مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل، وإثر انتهاء أعمال المؤتمر، عاد إلى تونس بدعوة خاصة من البارون ديرلنجية، وقد أبرمت وزارة المعارف التونسية مع الشيخ علي عقداً لتدريس الموسيقى النظرية والقراءة الموسيقية، وتدريب الفرق الغنائية والموسيقية على المقطوعات التراثية من الموشحات وغيرها، وذلك في "المعهد الموسيقي".

وكان الشيخ علي الدرويش يطوف مع المستشرق ديرلنجية أنحاء البلاد التونسية، بحثاً وتنقيباً عن الألحان والمؤلفات الغنائية والموسيقية التراثية المتبقية من آثار عرب الأندلس الذين هاجروا منها إلى تونس والقيروان، وقد وُفقّ خلال ذلك إلى جمع وتدوين قرابة 14 نوبة أندلسية، وعشرين ملحقاً لهذه النوبات، وجملة موشحات أندلسية غنائية، وعمل في الإذاعة التونسية، وقدّم بعض الإنتاج الموسيقي الإذاعي خلال إقامته هناك، وفي النهاية، قَفلَ عائداً إلى حلب، مصطحباً تلك المؤلفات الموسيقية القيمة التي حصل عليها خلال إقامته في تونس، وخلالها أهداه باي تونس وسام الافتخار تقديراً على جهوده وخدماته للموسيقا العربية.

سوريا مجددا
في صيف عام 1935 أسس مع بعض أصدقائه، هواة الموسيقى، نادياً لتدريس الموسيقى، ونشر الوعي الفني والثقافة الموسيقية، باسم "النادي الموسيقي العربي"، وخلال هذه الفترة أعاد النظر في مؤلفه الموسيقي، من حيث عباراته اللغوية وأسلوب كتابته، وإضافة بعض الفصول والمواضيع الفنية إليه، ووافقت رئاسة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في سورية على اقتناء الكتاب وطبعه على نفقة المجلس. وفي عام 1942 عيّن مدرساً للقسم الشرقي في المعهد الموسيقي في دمشق، وقد عمل في هذا المعهد مدة تسعة أشهر فقط، ثم أغلق المعهد بعد فترة لأسباب مالية.

القدس وبغداد
في عام 1944، لبى الشيخ علي الدرويش دعوة إلى دار الإذاعة، في القدس، فسافر إليها حيث سجّل هناك عدداً من الموشحات القديمة. هناك، التقى بمدير برامج إذاعة القدس، عجاج نويهض، وتعرف إلى الأستاذ يوسف بتروني، قائد الفرقة الموسيقية الحديثة، وإلى الأستاذ يحيى السعودي، مدير القسم الموسيقي العربي في الإذاعة، وعلى الملحن والمطرب روحي الخماش. وإثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، سافر الشيخ علي إلى القطر العراقي، بدعوة رسمية من وزارة المعارف العراقية للتدريس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وهناك دعته دار الإذاعة العراقية، فعمد إلى تسجيل نخبة من ألحان التراث القديم والموشحات الأندلسية، مع الفرقة الموسيقية والمنشدين التابعين للإذاعة، ثم قدّم استقالته للإذاعة لمرضٍ ألم به، وقفل عائداً إلى حلب. في عام 1951، وبعد أن شفي من مرضه، عمل في المعهد الموسيقي، وقد كلف بتسجيل نخبة من النوبات والموشحات الأندلسية القديمة التي كانت بحوزته.

وفاته
لم يمض عام واحد على عودته حتى رحل، وكان رحيله ظهر يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 1952، عن ثمانية وستين عاماً، وحياة قضاها في كفاح مستمر ومتواصل في سبيل خدمة الموسيقى العربية.
مصطفى الدرويش - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝ ❞ عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
عن حياة الشيخ علي الدرويش

عندما أنهى دراسته الابتدائية، التحق بالمدرسة العثمانية المتوسطة، وتخرج منها بعد أربع سنوات، وقد لقب بالشيخ علي لأنه درس في مدرسة دينية، وقد عيّن بعد ذلك في وظيفة رئيس جماعة الموسيقيين والمنشدين في التكية المولوية.

بقي الشيخ علي في المولوية عدّة أعوام، وكان خلالها يواصل البحث والدراسة عن أصول الموسيقى، وقد جمع وصنف ودرس المؤلفات الموسيقية، وبحث عن ألحان الموشحات القديمة والقدود الحلبية، وعن فاصل "اسق العطاش" وعن فواصل رقص السماح وحركاتها، وكل ما تتميز به، ثم ألف مجموعة من الألحان الصوفية الخاصة بالطريقة المولوية، وهي المعروفة بالألحان القدسية، ومسجلة لإذاعة حلب، مع مجموعة أخرى من ألحانه.

أرسل الأمير خزعل، أمير المحمّرة، وهي الإمارة التي تقع شمال شرقي مدينة البصرة، في طلب علي الدرويش، فانتهز هذه الفرصة، وسافر على رأس فرقة موسيقية إلى الإمارة في عام 1912، وبقي في ضيافة الأمير عامين اثنين، نسب إليه رئاسة الفرقة النحاسية الخاصة بالقصر والإشراف على تدريباتها، وكان معه في الفرقة الشيخ عمر البطش، وقد درس خلالها الموسيقى والأغاني الفارسية حتى حذقها.

في تركيا
في عام 1914، أجرت وزارة المعارف التركية فحصاً لانتقاء مدرسين للموسيقى، نجح فيه، وعيّن في مركز ولاية قسطموني الواقعة شمالي تركيا، وقد التحق بمعهد "دار الألحان" أثناء عمله في الولاية، فكان يسافر إلى إسطنبول ويجري امتحاناته في المعهد المذكور.

كان عمله في مدينة قسطموني تدريس مادة الموسيقى في المدارس السلطانية ودار المعلمين، فقام بتشكيل فرقة موسيقية لآلات النفخ من الطلاب، وكانت هذه الفرقة تقوم بالعزف في المناسبات الرسمية والشعبية والاستقبالات وغيرها.

في مدينة قسطموني، كان يتردّد على مركز المولوية، وبلغت مدّة إقامته فيها تسع سنوات، تزوّج خلالها من هناك، وأنجب خمسة أولاد ذكور بقي منهم ثلاثة على قيد الحياة. هناك، اهتم بتأليف كتابه الذي عرف بـ "كتاب النظريات الحقيقية في علم القراءة الموسيقية"، واعتمد فيه على العديد من الكتب والمصادر الفنية والعلمية.

العودة إلى حلب
بعد الحرب العالمية الأولى، عاد الشيخ إلى موطنه حلب، واستقال من عمله في وزارة المعارف وأنجز بعض الأعمال الموسيقية، ولحن العديد من المقدمات الموسيقية والألحان الغنائية، كالموشحات والأناشيد والبشارف والسماعيات، وغيرها.

في هذه الفترة، عمل في "نادي الصنائع النفيسة"، مسؤولا عن القسم الموسيقي فيه، وعمل على تشكيل فرقة موسيقية، مع عدد من المردّدين والمغنيين، بقيادته وإشرافه، وكانت هذه الفرقة تعمل على مسارح مدينة حلب، وتجوب أنحاء القطر وخارجه، وتمّ استدعاؤه مع فرقته للعمل على مسارح إسطنبول، فقدمت الفرقة العديد من الحفلات على المسارح، وحققت نجاحاً كبيراً عبر تقديمها نماذج من الألحان، ومعظمها من ألحان الشيخ علي الدرويش، عازف الناي، ومدير الفرقة نفسه، وقد امتدت هذه الرحلة الفنية ما يزيد على ستة أشهر، عادت بعدها الفرقة إلى حلب، وقد اكتسبت خبرة موسيقية عملية.

في مصر
في عام 1927، استلم الشيخ علي الدرويش دعوة رسمية موقعة من إدارة المعهد الموسيقي الشرقي في القاهرة؛ فسافر إليها مصطحباً مؤلفاته الموسيقية، وبرفقته عائلته وأولاده، وهناك تمّ الاطلاع على مؤلفاته من قبل لجنة فنية خاصة، واتفقت معه على شراء مؤلفه وكتابه المخطوط للقيام بتدريسه لطلبة المعهد لمدّة ثلاث سنوات دراسية، على أن يكون للمعهد الحقّ في نشر الطبعة الأولى من المخطوط، وكلف بتدريس آلة الناي حسب الأصول، كما طلب إليه أيضاً الإسهام في حفلات ونشاطات المعهد الرسمية، وسجّل خلال وجودة في القاهرة نخبة من ألحانه وموسيقاه على أسطوانات شركتي "بيضا فون" و"كراما فون"، كما أنه لم ينس زيارة قصر التكية المولوية؛ فكان يشترك في حفلاتها، ويقوم بأداء ألحانها مع فريق من المنشدين، منفرداً تارة وعزفاً على الناي تارة أخرى.

كُلف الشيخ علي خلال إقامته في مصر، بتدوين عدد كبير من الموشحات والأدوار المصرية القديمة، مثل ألحان وأدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان، وداود حسني وغيرهم، إلى جانب تسجيله بعض العزف المنفرد على الناي.

وجهت إليه دعوة رسمية موقعة من رئاسة ديوان الملك فؤاد الأوّل للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل في القاهرة، وذلك في عام 1932، ودعي إلى هذا المؤتمر كبار علماء الموسيقى والفنانين من عرب وشرقيين ومستشرقين وأوروبيين، ودام انعقاده قرابة شهر من الزمن. ساهم الشيخ علي في لجنة المقامات والإيقاعات المستعملة التي لها جذور في الموسيقى الشرقية، وسجلت هذه الأبحاث وطبعت في كتاب بعدة لغات.

في تونس
في عام 1931، تعرّف إلى المستشرق البارون رودلف ديرلنجية الذي أعجب بمقدرته الفنية والعلمية، ودعاه للعمل معه في مقرّ إقامته في تونس، وحصل له من المعهد الموسيقي الشرقي على أذن ملكي بالسفر إلى تونس.

سافر الشيخ علي الدرويش إلى تونس مرة أخرى في أواخر عام 1931، فمكث هناك عدّة أشهر، عاد بعدها إلى القاهرة، ليشارك في أعمال مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل، وإثر انتهاء أعمال المؤتمر، عاد إلى تونس بدعوة خاصة من البارون ديرلنجية، وقد أبرمت وزارة المعارف التونسية مع الشيخ علي عقداً لتدريس الموسيقى النظرية والقراءة الموسيقية، وتدريب الفرق الغنائية والموسيقية على المقطوعات التراثية من الموشحات وغيرها، وذلك في "المعهد الموسيقي".

وكان الشيخ علي الدرويش يطوف مع المستشرق ديرلنجية أنحاء البلاد التونسية، بحثاً وتنقيباً عن الألحان والمؤلفات الغنائية والموسيقية التراثية المتبقية من آثار عرب الأندلس الذين هاجروا منها إلى تونس والقيروان، وقد وُفقّ خلال ذلك إلى جمع وتدوين قرابة 14 نوبة أندلسية، وعشرين ملحقاً لهذه النوبات، وجملة موشحات أندلسية غنائية، وعمل في الإذاعة التونسية، وقدّم بعض الإنتاج الموسيقي الإذاعي خلال إقامته هناك، وفي النهاية، قَفلَ عائداً إلى حلب، مصطحباً تلك المؤلفات الموسيقية القيمة التي حصل عليها خلال إقامته في تونس، وخلالها أهداه باي تونس وسام الافتخار تقديراً على جهوده وخدماته للموسيقا العربية.

سوريا مجددا
في صيف عام 1935 أسس مع بعض أصدقائه، هواة الموسيقى، نادياً لتدريس الموسيقى، ونشر الوعي الفني والثقافة الموسيقية، باسم "النادي الموسيقي العربي"، وخلال هذه الفترة أعاد النظر في مؤلفه الموسيقي، من حيث عباراته اللغوية وأسلوب كتابته، وإضافة بعض الفصول والمواضيع الفنية إليه، ووافقت رئاسة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في سورية على اقتناء الكتاب وطبعه على نفقة المجلس. وفي عام 1942 عيّن مدرساً للقسم الشرقي في المعهد الموسيقي في دمشق، وقد عمل في هذا المعهد مدة تسعة أشهر فقط، ثم أغلق المعهد بعد فترة لأسباب مالية.

القدس وبغداد
في عام 1944، لبى الشيخ علي الدرويش دعوة إلى دار الإذاعة، في القدس، فسافر إليها حيث سجّل هناك عدداً من الموشحات القديمة. هناك، التقى بمدير برامج إذاعة القدس، عجاج نويهض، وتعرف إلى الأستاذ يوسف بتروني، قائد الفرقة الموسيقية الحديثة، وإلى الأستاذ يحيى السعودي، مدير القسم الموسيقي العربي في الإذاعة، وعلى الملحن والمطرب روحي الخماش. وإثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، سافر الشيخ علي إلى القطر العراقي، بدعوة رسمية من وزارة المعارف العراقية للتدريس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وهناك دعته دار الإذاعة العراقية، فعمد إلى تسجيل نخبة من ألحان التراث القديم والموشحات الأندلسية، مع الفرقة الموسيقية والمنشدين التابعين للإذاعة، ثم قدّم استقالته للإذاعة لمرضٍ ألم به، وقفل عائداً إلى حلب. في عام 1951، وبعد أن شفي من مرضه، عمل في المعهد الموسيقي، وقد كلف بتسجيل نخبة من النوبات والموشحات الأندلسية القديمة التي كانت بحوزته.

وفاته
لم يمض عام واحد على عودته حتى رحل، وكان رحيله ظهر يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 1952، عن ثمانية وستين عاماً، وحياة قضاها في كفاح مستمر ومتواصل في سبيل خدمة الموسيقى العربية. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

كتاب عن حياة الشيخ علي الدرويش من سير وتراجم ومذكرات

عندما أنهى دراسته الابتدائية، التحق بالمدرسة العثمانية المتوسطة، وتخرج منها بعد أربع سنوات، وقد لقب بالشيخ علي لأنه درس في مدرسة دينية، وقد عيّن بعد ذلك في وظيفة رئيس جماعة الموسيقيين والمنشدين في التكية المولوية.

بقي الشيخ علي في المولوية عدّة أعوام، وكان خلالها يواصل البحث والدراسة عن أصول الموسيقى، وقد جمع وصنف ودرس المؤلفات الموسيقية، وبحث عن ألحان الموشحات القديمة والقدود الحلبية، وعن فاصل "اسق العطاش" وعن فواصل رقص السماح وحركاتها، وكل ما تتميز به، ثم ألف مجموعة من الألحان الصوفية الخاصة بالطريقة المولوية، وهي المعروفة بالألحان القدسية، ومسجلة لإذاعة حلب، مع مجموعة أخرى من ألحانه.

أرسل الأمير خزعل، أمير المحمّرة، وهي الإمارة التي تقع شمال شرقي مدينة البصرة، في طلب علي الدرويش، فانتهز هذه الفرصة، وسافر على رأس فرقة موسيقية إلى الإمارة في عام 1912، وبقي في ضيافة الأمير عامين اثنين، نسب إليه رئاسة الفرقة النحاسية الخاصة بالقصر والإشراف على تدريباتها، وكان معه في الفرقة الشيخ عمر البطش، وقد درس خلالها الموسيقى والأغاني الفارسية حتى حذقها.

في تركيا
في عام 1914، أجرت وزارة المعارف التركية فحصاً لانتقاء مدرسين للموسيقى، نجح فيه، وعيّن في مركز ولاية قسطموني الواقعة شمالي تركيا، وقد التحق بمعهد "دار الألحان" أثناء عمله في الولاية، فكان يسافر إلى إسطنبول ويجري امتحاناته في المعهد المذكور.

كان عمله في مدينة قسطموني تدريس مادة الموسيقى في المدارس السلطانية ودار المعلمين، فقام بتشكيل فرقة موسيقية لآلات النفخ من الطلاب، وكانت هذه الفرقة تقوم بالعزف في المناسبات الرسمية والشعبية والاستقبالات وغيرها.

في مدينة قسطموني، كان يتردّد على مركز المولوية، وبلغت مدّة إقامته فيها تسع سنوات، تزوّج خلالها من هناك، وأنجب خمسة أولاد ذكور بقي منهم ثلاثة على قيد الحياة. هناك، اهتم بتأليف كتابه الذي عرف بـ "كتاب النظريات الحقيقية في علم القراءة الموسيقية"، واعتمد فيه على العديد من الكتب والمصادر الفنية والعلمية.

العودة إلى حلب
بعد الحرب العالمية الأولى، عاد الشيخ إلى موطنه حلب، واستقال من عمله في وزارة المعارف وأنجز بعض الأعمال الموسيقية، ولحن العديد من المقدمات الموسيقية والألحان الغنائية، كالموشحات والأناشيد والبشارف والسماعيات، وغيرها.

في هذه الفترة، عمل في "نادي الصنائع النفيسة"، مسؤولا عن القسم الموسيقي فيه، وعمل على تشكيل فرقة موسيقية، مع عدد من المردّدين والمغنيين، بقيادته وإشرافه، وكانت هذه الفرقة تعمل على مسارح مدينة حلب، وتجوب أنحاء القطر وخارجه، وتمّ استدعاؤه مع فرقته للعمل على مسارح إسطنبول، فقدمت الفرقة العديد من الحفلات على المسارح، وحققت نجاحاً كبيراً عبر تقديمها نماذج من الألحان، ومعظمها من ألحان الشيخ علي الدرويش، عازف الناي، ومدير الفرقة نفسه، وقد امتدت هذه الرحلة الفنية ما يزيد على ستة أشهر، عادت بعدها الفرقة إلى حلب، وقد اكتسبت خبرة موسيقية عملية.

في مصر
في عام 1927، استلم الشيخ علي الدرويش دعوة رسمية موقعة من إدارة المعهد الموسيقي الشرقي في القاهرة؛ فسافر إليها مصطحباً مؤلفاته الموسيقية، وبرفقته عائلته وأولاده، وهناك تمّ الاطلاع على مؤلفاته من قبل لجنة فنية خاصة، واتفقت معه على شراء مؤلفه وكتابه المخطوط للقيام بتدريسه لطلبة المعهد لمدّة ثلاث سنوات دراسية، على أن يكون للمعهد الحقّ في نشر الطبعة الأولى من المخطوط، وكلف بتدريس آلة الناي حسب الأصول، كما طلب إليه أيضاً الإسهام في حفلات ونشاطات المعهد الرسمية، وسجّل خلال وجودة في القاهرة نخبة من ألحانه وموسيقاه على أسطوانات شركتي "بيضا فون" و"كراما فون"، كما أنه لم ينس زيارة قصر التكية المولوية؛ فكان يشترك في حفلاتها، ويقوم بأداء ألحانها مع فريق من المنشدين، منفرداً تارة وعزفاً على الناي تارة أخرى.

كُلف الشيخ علي خلال إقامته في مصر، بتدوين عدد كبير من الموشحات والأدوار المصرية القديمة، مثل ألحان وأدوار عبده الحامولي ومحمد عثمان، وداود حسني وغيرهم، إلى جانب تسجيله بعض العزف المنفرد على الناي.

وجهت إليه دعوة رسمية موقعة من رئاسة ديوان الملك فؤاد الأوّل للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل في القاهرة، وذلك في عام 1932، ودعي إلى هذا المؤتمر كبار علماء الموسيقى والفنانين من عرب وشرقيين ومستشرقين وأوروبيين، ودام انعقاده قرابة شهر من الزمن. ساهم الشيخ علي في لجنة المقامات والإيقاعات المستعملة التي لها جذور في الموسيقى الشرقية، وسجلت هذه الأبحاث وطبعت في كتاب بعدة لغات.

في تونس
في عام 1931، تعرّف إلى المستشرق البارون رودلف ديرلنجية الذي أعجب بمقدرته الفنية والعلمية، ودعاه للعمل معه في مقرّ إقامته في تونس، وحصل له من المعهد الموسيقي الشرقي على أذن ملكي بالسفر إلى تونس.

سافر الشيخ علي الدرويش إلى تونس مرة أخرى في أواخر عام 1931، فمكث هناك عدّة أشهر، عاد بعدها إلى القاهرة، ليشارك في أعمال مؤتمر الموسيقى العربية الأوّل، وإثر انتهاء أعمال المؤتمر، عاد إلى تونس بدعوة خاصة من البارون ديرلنجية، وقد أبرمت وزارة المعارف التونسية مع الشيخ علي عقداً لتدريس الموسيقى النظرية والقراءة الموسيقية، وتدريب الفرق الغنائية والموسيقية على المقطوعات التراثية من الموشحات وغيرها، وذلك في "المعهد الموسيقي".

وكان الشيخ علي الدرويش يطوف مع المستشرق ديرلنجية أنحاء البلاد التونسية، بحثاً وتنقيباً عن الألحان والمؤلفات الغنائية والموسيقية التراثية المتبقية من آثار عرب الأندلس الذين هاجروا منها إلى تونس والقيروان، وقد وُفقّ خلال ذلك إلى جمع وتدوين قرابة 14 نوبة أندلسية، وعشرين ملحقاً لهذه النوبات، وجملة موشحات أندلسية غنائية، وعمل في الإذاعة التونسية، وقدّم بعض الإنتاج الموسيقي الإذاعي خلال إقامته هناك، وفي النهاية، قَفلَ عائداً إلى حلب، مصطحباً تلك المؤلفات الموسيقية القيمة التي حصل عليها خلال إقامته في تونس، وخلالها أهداه باي تونس وسام الافتخار تقديراً على جهوده وخدماته للموسيقا العربية.

سوريا مجددا
في صيف عام 1935 أسس مع بعض أصدقائه، هواة الموسيقى، نادياً لتدريس الموسيقى، ونشر الوعي الفني والثقافة الموسيقية، باسم "النادي الموسيقي العربي"، وخلال هذه الفترة أعاد النظر في مؤلفه الموسيقي، من حيث عباراته اللغوية وأسلوب كتابته، وإضافة بعض الفصول والمواضيع الفنية إليه، ووافقت رئاسة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في سورية على اقتناء الكتاب وطبعه على نفقة المجلس. وفي عام 1942 عيّن مدرساً للقسم الشرقي في المعهد الموسيقي في دمشق، وقد عمل في هذا المعهد مدة تسعة أشهر فقط، ثم أغلق المعهد بعد فترة لأسباب مالية.

القدس وبغداد
في عام 1944، لبى الشيخ علي الدرويش دعوة إلى دار الإذاعة، في القدس، فسافر إليها حيث سجّل هناك عدداً من الموشحات القديمة. هناك، التقى بمدير برامج إذاعة القدس، عجاج نويهض، وتعرف إلى الأستاذ يوسف بتروني، قائد الفرقة الموسيقية الحديثة، وإلى الأستاذ يحيى السعودي، مدير القسم الموسيقي العربي في الإذاعة، وعلى الملحن والمطرب روحي الخماش. وإثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، سافر الشيخ علي إلى القطر العراقي، بدعوة رسمية من وزارة المعارف العراقية للتدريس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وهناك دعته دار الإذاعة العراقية، فعمد إلى تسجيل نخبة من ألحان التراث القديم والموشحات الأندلسية، مع الفرقة الموسيقية والمنشدين التابعين للإذاعة، ثم قدّم استقالته للإذاعة لمرضٍ ألم به، وقفل عائداً إلى حلب. في عام 1951، وبعد أن شفي من مرضه، عمل في المعهد الموسيقي، وقد كلف بتسجيل نخبة من النوبات والموشحات الأندلسية القديمة التي كانت بحوزته.

وفاته
لم يمض عام واحد على عودته حتى رحل، وكان رحيله ظهر يوم الخميس في 26 تشرين الثاني 1952، عن ثمانية وستين عاماً، وحياة قضاها في كفاح مستمر ومتواصل في سبيل خدمة الموسيقى العربية.

الشيخ علي الدرويش ولـد الشيخ علي الدرويش في مدينة حلب عام (1884م) .

درس في المدرسة الأشرفية الابتدائية ، وقد كان ينتهز الفرص والعُطل المدرسية ليزور والده في التكيـة المولوية ، فيستمع إلى الأناشيد الصوفية الجماعية والانفرادية التي كانت ترافقها بعض الآلات الموسيقية أحياناً ويُعَجَبُ بها ، ومن هنا نشأ شغفه وتعلقه بالموسيقى .

 

ولجمال صوته ، وميله للموسيقى أوكل إليه شيخ التكية المولوية (عامل جلبي) مهمة أداء الأذان في شهر رمضان المبارك ، ثم طلب إلى والده أن يلقنه ألحان المولوية وأغانيهم ليشارك في الاحتفالات الدينية . وفي التكية تلقى دروسه الأولى في مبادئ الموسيقى وقواعدها الأولية على يدي أستاذة الأول (عثمان بك) ثم تابع دراسته على يدي المدرس اليوناني (مهران السلانيكي) ثم تعلّم العزف على آلة الناي على يدي الأستاذ التركي (شرف الدين بك) إلى جانب تدريسه النظريات الموسيقية . ثم درس فن الغناء والإيقاع على أيدي بعض المشاهير العرب أمثال الشيخ (أحمد عقيل) و (صالح الجذبة) و(محمد جنيد) وغيرهم.

 

وبعد أن أنهى دراسته الابتدائية التحلق بالمدرسة العثمانية المتوسطة لعلوم الفقه الإسلامي وتخرج منها بعد أربع سنوات وهو لا يزال يتابع دراسته الموسيقية . أصل اللقب : لُقِّبَ الشيخ علي درويش بالشيخ علي لدراسته في مدرسة دينية وبالدرويش لإنتسابه للطريقة المولوية. أتقن اللغتين العربية والتركية ، وبعد ذلك عينّه شيخ التكية (عامل جلبي) رئيساً لجماعة الموسيقيين والمنشدين . بقي الشيخ علي يعمل في المولوية عدة أعوام كان خلالها يواصل البحث والدراسة والتنقيب عن أصول الموسيقى، فجمع ودرس وبحث وصنَّف المؤلفات الموسيقية العربية والتركية ، وقد اهتم بالموشحات والأغاني الشعبية والقدود الحلبية ، ودَرَس الموسيقى العراقية ألحانها ومقاماتها .

 

في عام (1912م) سافر الشيخ علي الدرويش على رأس فرقة موسيقية إلى إمارة المحمرة بعد أن أرسل الأمير خزعل (أمير المحمرة) في طلبة وبقي هناك قرابة العامين ، عهد إليه خلالها الأمير برئاسة الفرقة الموسيقية النحاسية الخاصة بالقصر بالإضافة إلى تلحين الشعر العربي الذي كان ينظمه الأمير ، فيغنيه الشيخ علي بنفسه بمصاحبة الفرقة الموسيقية. الشيخ الدرويش ... مدرساً : وفي عام (1914م) تقدم الشيخ علي لفحص انتقاء مدرسي الموسيقى أجرته وزارة المعارف التركية في طرابلس فنجح فيه وعين في مركز ولاية محافظة قسطموني ، وهناك تابع دراسته الموسيقية في معهد الموسيقى التركية والتراث (معهد دار الألحان) في استانبول ، وكان من أساتذته: رؤوف يكتا بك وإسماعيل حقي بك وعلي صلاحي ، عمل في قسطموني مدرساً في المدارس الثانوية السلطانية والمدرسة الصناعية ومدرسة الميتم الإسلامي ودار المعلمين . تزوج الشيخ علي من فتاة قسطمونية أنجبت له أولاده إبراهيـم ونديم ومصطفى .

وفي مدرسة الميتم الإسلامي ودار المعلمين شكل فرقة موسيقية لآلات النفخ الخشبية والنحاسية، فكانت هذه الفرقة تقدم العزف بالمناسبات الرسمية والشعبية، وكان يكتب لهذه الفرقة الألحان الحماسية والمارشات العسكرية. العودة إلى مدينة حلب: وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بأربع سنوات استقال الشيخ علي من عمله في وزارة المعارف التركية وعاد إلى مدينة حلب وأصبح مسؤولاً عن قسم الموسيقى في نادي الصنائع النفيسة الفني والأدبي، وفي هذه الفترة لـحَّن العديد من الموشحات والأناشيد واللونغات والبشارف والسماعيات، وشكل فرقة موسيقية مع عدد من المنشدين والمطربين والمطربات لتعمل على مسارح مدينة حلب وتجوب أنحاء سورية وخاصة مدينتي دمشق واللاذقية.

 

 وكانت لها رحلات خارج سورية أيضاً، فدعي وفرقته للعمل على مسارح استانبول ، حيث قدمت الفرقة العديد من الحفلات فنالت نجاحاً باهراً بتقديمها نماذج مـن الألحان العربية والتركية معظمها من ألحان الشيخ علي عازف الناي وقائد الفرقة. وفي هذه الرحلة تعرّف إلى الموسيقي التركي الشهير جميل بك الطنبوي حيث عزفا معاً في العديد من المناسبات، وتعرف أيضاً إلى عازف الناي التركي الشهير (عزيز دده) ، وقد امتدت رحلته الفنية هذه ما ينوف على ستة أشهر عاد بعدها إلى حلب. مع البارون دير لنجيه : وفي عام (1927م) استلم دعوة رسمية من إدارة النادي الموسيقي الشرقي بالقاهرة والذي يطلق عليه حالياً المعهد العالي للموسيقى العر بية، وقد كلفته إدارة المعهد بتدريس آلة الناي، بالإضافة إلى الإسهام في حفلات المعهد ونشاطاته الرسمية، وفي القاهرة عام (1931م) تعرّف إلى المستشرق الإنجليزي (البارون رودولف دير لنجيه ) الذي أعجب بمقدرة الشيخ علي الفنية والعلمية فدعاة للعمل معه في مقر إقامته بتونس مقر أعماله الفنية والعلمية وأبحاثه الموسيقية حيث كان البارون يملك مكتبة عامرة بالمخطوطات الموسيقية العربية والشرقية التي جمعها من مختلف أنحاء العالم وخاصة مخطوطات : (الموسيقى الكبير) للفارابي و(الشرقيـة والشفاء) لابن سيناء و (الأدوار) لصفي الدين عبد المؤمن الأرموي .

والتي ترجمعها البارون إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية . الشيخ الدرويش يشارك في مؤتمر (1932م) : في عام (1932م) وجهت للشيخ علي دعوة موقعة من رئاسة ديوان الملك فؤاد الأول ملك مصر للمشاركة في مؤتمر الموسيقى العربية الأول في القاهرة، وقد دعي إلى هذا المؤتمر كبار علماء الموسيقى والفنانين من عرب وشرقيين ومستشرقين وأوروبيين حيث دام انعقاده قرابة الشهر. وكان الشيخ علي السوري الوحيد الذي أسهم في أبحاث لجان المؤتمر، وبخاصة لجنتي (المقامات والإيقاعات) المستعملة في الأقطار العربية كافة وفي سوريا ومدينة حلب خاصة، والتي لها صلة وجذور بالموسيقى الشرقية والتركية بوجه خاص، وسجلت له هذه الأبحاث مع التنوية بقيامة بأدائها وتطبيقاتها خلال الجلسات وذلك مع غيرها من أبحاث المؤتمرين وطبعت فيما بعد في كتاب المؤتمر الفخم الذي تم توزيعه على أعضاء المؤتمر بلغات عدة.

 

وفي مصر دون الشيخ علي عدداً كبيراً من الموشحات القديمة والأدوار الغنائية المصرية القديمة إلى جانب تسجيله بعض العزف المنفرد على الناي. وإثر انتهاء مؤتمر الموسيقى العربية عاد إلى تونس لمتابعة أبحاثه في الموسيقى مع البارون دير لنجيه عضو المؤتمر بالقاهرة أيضاً والذي قدم أبحاثاً قيمة في تحليل المقامات الموسيقية العربية بإسهام وتعاون الشيخ علي الدرويش نفسه . وبعد مضي شهر على مكوثه في تونس أبرمت وزارة المعارف التونسية مع الشيخ علي عقداً لتدريس الموسيقى النظرية والقراءة الموسيقية وتدريب الفرق الموسيقية والغنائية على المقطوعات التراثية والموشحات وتدريس آلة الناي، وذلك في المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية التراثية وفي معهد العطارين ، حيث مكث في تلك الديار قرابة سبع سنوات شارك خلالها بالعزف مع كبار الموسيقيين التونسيين أمثال خميس الترنان ومحمد التريكي. وكان من أبرز تلامذته الدكتور صالح المهدي. الشيخ الدرويش ... باحثاً : كان الشيخ علي الدرويش، خلال هذه السنين، يطوف مع البارون دير لنجيه أنحاء البلاد التونسية خاصة وأقطار المغرب العربي عامة بحثاً وتنقيباً عن الألحان والمؤلفات الغنائية والموسيقية التراثية من أثار عرب الأندلس الذين هاجروا إلى تونس والقيروان وغالبيتهم من سكان قرطبة وغرناطة واشبيلية مدن العلم والأدب والفن في العهد الأندلسي .

 



حجم الكتاب عند التحميل : 13.2 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة عن حياة الشيخ علي الدرويش

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل عن حياة الشيخ علي الدرويش
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
مصطفى الدرويش - MSTFA ALDROISH

كتب مصطفى الدرويش ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝ ❞ عن حياة الشيخ علي الدرويش ❝ ❱. المزيد..

كتب مصطفى الدرويش