❞ كتاب أتاتورك ❝  ⏤ أندرو مانجو

❞ كتاب أتاتورك ❝ ⏤ أندرو مانجو

مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk)‏ (19 مايو 1881 - 10 نوفمبر 1938)، أول رئيس الجمهورية التركية (1923 – 1938)، والقائد الحركة التركية الوطنية، والقائد العام للجيش التركي خلال حرب الاستقلال التركية.

كان قائدًا عسكريًا للجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ ثورة وطنية ضد الحكومة الإمبراطورية العثمانية القانونية في القسطنطينية وقوات الحلفاء. في هذا الثورة، تقوى بدعم من ضباط الجيش العثماني والسياسيين والشعب. انتصر في حربه ضد القسطنطينية وقوات الحلفاء، ثم أسس جمهورية تركيا.

واصل التحديث الموجه نحو الغرب الذي بدأته السلالة العثمانية ورجال الدولة العثمانية. بصفته بانيًا للأمة، أنشأ الدولة القومية العلمانية التركية. كان علمانيًا وقوميًا، وأصبحت سياساته ونظرياته معروفة باسم الكمالية. لقد وضع تركيا على طريق أن تصبح دولة جديدة ونامية. لقد بذل جهدًا لجعل بلاده، وهي دولة زراعية فقيرة، مثل الدول الغربية المتقدمة. كانت القومية الاجتماعية والاقتصادية أساسية في سياسته الداخلية. ألهم العديد من القادة مثل أمان الله خان، ورضا بهلوي، وأدولف هتلر، والحبيب بورقيبة، وجمال عبد الناصر، وأحمد سوكارنو، ومحمد علي جناح.

كتب كتبًا عن الإستراتيجية العسكرية، والتعليم والتدريب العسكري، والسياسة، والتربية المدنية، والهندسة الرياضية. احتفظ بمذكرات كتب فيها ذكرياته في جاليبولي، والقوقاز، وكارلسباد. نشر صحيفة مع رفاقه وكتب أعمدة. جمعت جميع كتاباته خلال مسيرته العسكرية والسياسية في مجموعة مؤلفة من 30 مجلدًا من الأعمال المجمعة. كان مهتمًا أيضًا بالتاريخ التركي، واللغة التركية، وعلم الآثار، والفلسفة السياسية، وفلسفة الدين، والتاريخ الأديان، ولديه كتب عن هذه الدراسات في مكتبته الشخصية.

أُطلق عليه اسم أتاتورك (أي: أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكريًا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيًا بعد ذلك وحتى الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

هناك جدل حول معتقدات أتاتورك الدينية. أكد بعض الباحثين أن خطاباته حول الدين دورية وأن آرائه الإيجابية المتعلقة بهذا الموضوع محدودة في أوائل العشرينات. خطاباته الشخصية إضافة إلى المصادر التركية تثبت أنه مسلم متدين، وكان قد وصف الإسلام بأنّه «ديننا الأعظم (أي بالنسبة للتُرك)»، ووصف القرآن بأنه «عظيم الشأن» و«الكتاب المُحكم "الأكمل"»، وقال عن محمد بأنه: «حضرة سيدنا ورسولنا» العبد الأوّل والأعظم لله وأن لا إله إلا الله. ومع ذلك، تزعم بعض المصادر، أن أتاتورك نفسه كان ملحدًا (atheist) أو ربوبيًا (deist) أو لاأدري (agnostic)، وكان معاديًا لجميع الأديان عمومًا.

تشير المصادر إلى أن أتاتورك كان متشككًا دينيًا ومفكرًا حرًا. في عام 1933، قابله السفير الأمريكي تشارلز هيتشكوك شيريل. في المقابلة، قال إنه من الجيد للبشرية أن تصلي لله. وفقًا لأتاتورك، فإن الشعب التركي لا يعرف ما هو الإسلام حقًا ولا يقرأ القرآن. يتأثر الناس بالجمل العربية التي لا يفهمونها، وبسبب عاداتهم يذهبون إلى المساجد. عندما يقرأ الأتراك القرآن ويفكرون فيه، سيتركون الإسلام.

في شبابه، تلقى تدريبًا دينيًا، رغم أنه كان مختصرًا. تضمن تدريبه العسكري مطبوعات دينية. كان يعرف اللغة العربية جيدًا بما يكفي لفهم القرآن وتفسيره. درس "تاريخ الإسلام" بقلم ليون كايتاني و"تاريخ الحضارة الإسلامية" لجرجي زيدان. قام بتأليف الفصل في "التاريخ الإسلامي" بنفسه عندما أراد إعداد كتب التاريخ للمدارس الثانوية. كانت معرفة أتاتورك الدينية عالية إلى حد كبير في طبيعتها ومستواها.

وفاته

بدأت الحالة الصحية لأتاتورك في التدهور منذ عام 1937، وبعد مضي عام واحد اكتشف أنه يعاني من تشمع الكبد، فاستدعى الأطباء من أوروبا؛ لكن الأدوية التي قدمها له كل من الأطباء الأتراك والأجانب لم تجد له نفعًا. توفي أتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في إسطنبول بقصر طولمة باغجة في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938. وشُيعت جنازته حتى أنقرة بموكب مهيب ووُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف أتنوجرافيا بأنقرة بمراسم حافلة تمت في أنقرة في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938، وبعد خمسة عشر عامًا في العاشر من نوفمبر عام 1953، دُفن في مقبرة النصب التذكارى الخالد (آنيت كابير) الذي شيد خصيصًا له، وفي وصيته يُقر ويذكر بأنه منح جل عمره للحزب الشعبي الجمهوري ومجمع التاريخ التركي والمجمع اللغوي. كما أوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلًا وأموالًا لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لأبناء عصمت إينونو عن طريق إرسالهم لإكمال دراستهم بالخارج.

ذِكراه

تتمتع تركيا بوجود العديد من الأعمال التي تُخلد ذكرى أتاتورك منها: ميناء اتاتورك الجوي، وملعب أتاتورك للأولمبياد، وسد اتاتورك، وكوبري اتاتورك، وجامعة أتاتورك، ومزرعة أتاتورك. وتتواجد النصب التذكارية لأتاتورك في كافة المدن التركية وبلداتها، كما يتواجد تمثال لأتاتورك عند مدخل المؤسسات الحكومية. وبجانب هذا تبدو في كافة غُرف ذوي المقامات العُليا وفي كثير من مكاتب العمل، أدوات زينة ورموز ونصب لأتاتورك ومنها: تمثال نصفي لأتاتورك، أو قناع له، أو صوره، أو صحُف أو معالم خاصة به. بالإضافة لذلك نجد كثيرًا من المواطنين يمتلكون أشياء خاصة أيضا تعود له ومن ذلك: دبوس شعار أو كارت يحمل توقيع اتاتورك أو دبوس رباط عنق أو خاتم.

بالإضافة لذلك تتواجد صورة أتاتورك على غلاف الكتب الدراسية بكافة مراحل التعليم الأساسي، كما تتواجد صورته في كافة الصفوف الدراسية. وبجانب هذا تدرس كيفية الإخلاص لأتاتورك وثوراته في كافة مراحل المنظومة التعليمية، إمَا كدرس منفصل بذاته أو جزء من بعض الدروس.

ويحتفل كل عام في التاسع عشر من مارس بعيد قومي في الجمهورية التركية، وجمهورية قبرص الشمالية، وفي سفارات تركيا، باعتباره عيد الشباب والرياضة الذي يُقام إحياءً لأتاتورك. في يوم العاشر من نوفمبر -الذي يمثل ذكرى وفاة أتاتورك- في الساعة التاسعة والخمس دقائق صباحًا -ساعة وفاة أتاتورك - يقف جموع الشعب دقيقة حداد عند وكالات الجمهورية التركية وجمهورية قبرص الشمالية والسفارات، وتتوقف المركبات.

وفي عام 1936 سميت لعبة باسم أتاباري تخليدًا لأتاتورك، تلك لعبة شعبية خاصة بمنطقة أرتوين واُشتهرت منذ القدم باسم أرتوين بار. بالإضافة لذلك وُضعت نصب تذكارية في مختلف بلاد العالم لإحياء ذكرى مصطفى كمال أتاتورك؛ فعلى سبيل المثال تُرى تلك النصب التذكارية في أستراليا -جانبرا، وفي رومانيا -بُكرَش، وفي عاصمة شيلي سانتيجو.


على الرغم من إصلاحاته العلمانية الراديكالية، ظل أتاتورك يحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي. يُذكر أنه كان مبدعًا لدولة إسلامية جديدة ومستقلة بالكامل في وقت تعدت فيه القوى المسيحية، ولأنه انتصر في صراع ضد الإمبريالية الغربية. عندما مات، أثنت عليه رابطة مسلمي عموم الهند كشخصية عظيمة حقًا في العالم الإسلامي، وجنرال عظيم ورجل دولة عظيم، معلناً أن ذاكرته ستلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم بشجاعة ومثابرة ورجولة.

يمتد نطاق معجبيه من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الخصم في الحرب العالمية الأولى، إلى الزعيم النازي الألماني والديكتاتور أدولف هتلر، الذي سعى أيضًا إلى تحالف مع تركيا، إلى رؤساء الولايات المتحدة. فرانكلين روزفلت وجون كينيدي، اللذين أشادا بكمال أتاتورك في عام 1963 في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.

كنموذج يحتذى به يشجع السيادة الوطنية، كان أتاتورك يقدس بشكل خاص في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث، الذي اعتبره رائدًا في الاستقلال عن القوى الاستعمارية، مثل رضا بهلوي الإيراني المعاصر لدى أتاتورك، رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، أو الرئيس المصري أنور السادات. كتب الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال والشاعر الوطني البنغالي نذر الإسلام قصائد على شرفه.

عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935 وتكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة وقد انتخب المؤتمر هدى نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي وكانت تعتبر أتاتورك قدوة لها وأفعاله مثلًا أعلى.
كتبت تقول في مذكراتها: "وبعد انتهاء مؤتمر استانبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك محرر تركيا الحديثة .. وفي الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة وبعد لحظات قليلة فتح الباب ودخل أتاتورك تحيطه هالة من الجلال والعظمة وسادنا شعور بالهيبة والإجلال، وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان وكان المنظر فريداً أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية وتلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا، وقلت: إن هذا المثل الأعلى من تركيا الشقيقة الكبرى للبلاد الإسلامية شجع كل بلاد الشرق على محاولة التحرر والمطالبة بحقوق المرأة، وقلت: إذا كان الأتراك قد اعتبروك عن جدارة أباهم وأسموك أتاتورك فأنا أقول إن هذا لا يكفي بل أنت بالنسبة لنا "أتاشرق"، فتأثر كثيراً بهذا الكلام الذي تفردت به ولم يصدر معناه عن أي رئيسة وفد وشكرني كثيراً في تأثر بالغ ثم رجوته في إهدائنا صورة لفخامته لنشرها في مجلة الإجيبسيان."

وصف أتاتورك، كقائد للحركة الوطنية في 1919-1923، من قبل الحلفاء والصحفي المعروف على الصعيد الوطني علي كمال بأنه "رئيس السارق"، في هذا السياق وصفه اللورد بلفور بأنه "الأكثر فظاعة بين الأتراك الرهيبين".



كتاب أتاتورك (السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة) – أندرو مانجو يعيد مانجــو في هذه الســيرة الذاتية رواية حياة مصطفى كمال أتاتورك متجنّبا التمجيد والتهجـم والنقد العنيف على حدّ ســواء. ويــزن بحكمة بين الروايــات المتناقضة في الغالب، مســتعرضا بدقة وشــمول مختلف المصادر التركية والأجنبية، فيرســم صورة مفصلة ومتوازنة عنه، وعن مواجهاته مــع أوثق مؤيديه وألد أعدائه.

ويتمتع مانجــو بمؤهلات فريدة تمكنه من القيام بالمهمة المهولة لغربلة آلاف الصفحات من كتابات أتاتورك الهائلة الحجم وخطاباته الكثيرة، ومن بينها خطاب واحد “نُطوق” ألقي على مدى ستة أيام.كما تفحص أعمال 16 من كتاب سيرة أتاتورك الذين سبقوه ودرسها دراسة نقدية، فضلا عن مئات المذكرات واليوميات والأعمال التاريخية التي وضعها مؤلفون أتراك وأجانب، ومن بينهم العديد من معاصري اتاتورك.واطلع على كم ضخم ومتزايد من الكتابات الحديثة، العلمية والجدلية، التي ما تزال تثيرها شخصية مهمّة كأتاتورك. وكثير من هذه الكتابات بالتركية..
أندرو مانجو - ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أتاتورك ❝ الناشرين : ❞ دار الكلمة للنشر والتوزيع ❝ ❱
من كتب السير و المذكرات التراجم والأعلام - مكتبة الكتب والموسوعات العامة.

نبذة عن الكتاب:
أتاتورك

1999م - 1445هـ
مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk)‏ (19 مايو 1881 - 10 نوفمبر 1938)، أول رئيس الجمهورية التركية (1923 – 1938)، والقائد الحركة التركية الوطنية، والقائد العام للجيش التركي خلال حرب الاستقلال التركية.

كان قائدًا عسكريًا للجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ ثورة وطنية ضد الحكومة الإمبراطورية العثمانية القانونية في القسطنطينية وقوات الحلفاء. في هذا الثورة، تقوى بدعم من ضباط الجيش العثماني والسياسيين والشعب. انتصر في حربه ضد القسطنطينية وقوات الحلفاء، ثم أسس جمهورية تركيا.

واصل التحديث الموجه نحو الغرب الذي بدأته السلالة العثمانية ورجال الدولة العثمانية. بصفته بانيًا للأمة، أنشأ الدولة القومية العلمانية التركية. كان علمانيًا وقوميًا، وأصبحت سياساته ونظرياته معروفة باسم الكمالية. لقد وضع تركيا على طريق أن تصبح دولة جديدة ونامية. لقد بذل جهدًا لجعل بلاده، وهي دولة زراعية فقيرة، مثل الدول الغربية المتقدمة. كانت القومية الاجتماعية والاقتصادية أساسية في سياسته الداخلية. ألهم العديد من القادة مثل أمان الله خان، ورضا بهلوي، وأدولف هتلر، والحبيب بورقيبة، وجمال عبد الناصر، وأحمد سوكارنو، ومحمد علي جناح.

كتب كتبًا عن الإستراتيجية العسكرية، والتعليم والتدريب العسكري، والسياسة، والتربية المدنية، والهندسة الرياضية. احتفظ بمذكرات كتب فيها ذكرياته في جاليبولي، والقوقاز، وكارلسباد. نشر صحيفة مع رفاقه وكتب أعمدة. جمعت جميع كتاباته خلال مسيرته العسكرية والسياسية في مجموعة مؤلفة من 30 مجلدًا من الأعمال المجمعة. كان مهتمًا أيضًا بالتاريخ التركي، واللغة التركية، وعلم الآثار، والفلسفة السياسية، وفلسفة الدين، والتاريخ الأديان، ولديه كتب عن هذه الدراسات في مكتبته الشخصية.

أُطلق عليه اسم أتاتورك (أي: أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكريًا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيًا بعد ذلك وحتى الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

هناك جدل حول معتقدات أتاتورك الدينية. أكد بعض الباحثين أن خطاباته حول الدين دورية وأن آرائه الإيجابية المتعلقة بهذا الموضوع محدودة في أوائل العشرينات. خطاباته الشخصية إضافة إلى المصادر التركية تثبت أنه مسلم متدين، وكان قد وصف الإسلام بأنّه «ديننا الأعظم (أي بالنسبة للتُرك)»، ووصف القرآن بأنه «عظيم الشأن» و«الكتاب المُحكم "الأكمل"»، وقال عن محمد بأنه: «حضرة سيدنا ورسولنا» العبد الأوّل والأعظم لله وأن لا إله إلا الله. ومع ذلك، تزعم بعض المصادر، أن أتاتورك نفسه كان ملحدًا (atheist) أو ربوبيًا (deist) أو لاأدري (agnostic)، وكان معاديًا لجميع الأديان عمومًا.

تشير المصادر إلى أن أتاتورك كان متشككًا دينيًا ومفكرًا حرًا. في عام 1933، قابله السفير الأمريكي تشارلز هيتشكوك شيريل. في المقابلة، قال إنه من الجيد للبشرية أن تصلي لله. وفقًا لأتاتورك، فإن الشعب التركي لا يعرف ما هو الإسلام حقًا ولا يقرأ القرآن. يتأثر الناس بالجمل العربية التي لا يفهمونها، وبسبب عاداتهم يذهبون إلى المساجد. عندما يقرأ الأتراك القرآن ويفكرون فيه، سيتركون الإسلام.

في شبابه، تلقى تدريبًا دينيًا، رغم أنه كان مختصرًا. تضمن تدريبه العسكري مطبوعات دينية. كان يعرف اللغة العربية جيدًا بما يكفي لفهم القرآن وتفسيره. درس "تاريخ الإسلام" بقلم ليون كايتاني و"تاريخ الحضارة الإسلامية" لجرجي زيدان. قام بتأليف الفصل في "التاريخ الإسلامي" بنفسه عندما أراد إعداد كتب التاريخ للمدارس الثانوية. كانت معرفة أتاتورك الدينية عالية إلى حد كبير في طبيعتها ومستواها.

وفاته

بدأت الحالة الصحية لأتاتورك في التدهور منذ عام 1937، وبعد مضي عام واحد اكتشف أنه يعاني من تشمع الكبد، فاستدعى الأطباء من أوروبا؛ لكن الأدوية التي قدمها له كل من الأطباء الأتراك والأجانب لم تجد له نفعًا. توفي أتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في إسطنبول بقصر طولمة باغجة في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938. وشُيعت جنازته حتى أنقرة بموكب مهيب ووُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف أتنوجرافيا بأنقرة بمراسم حافلة تمت في أنقرة في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938، وبعد خمسة عشر عامًا في العاشر من نوفمبر عام 1953، دُفن في مقبرة النصب التذكارى الخالد (آنيت كابير) الذي شيد خصيصًا له، وفي وصيته يُقر ويذكر بأنه منح جل عمره للحزب الشعبي الجمهوري ومجمع التاريخ التركي والمجمع اللغوي. كما أوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلًا وأموالًا لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لأبناء عصمت إينونو عن طريق إرسالهم لإكمال دراستهم بالخارج.

ذِكراه

تتمتع تركيا بوجود العديد من الأعمال التي تُخلد ذكرى أتاتورك منها: ميناء اتاتورك الجوي، وملعب أتاتورك للأولمبياد، وسد اتاتورك، وكوبري اتاتورك، وجامعة أتاتورك، ومزرعة أتاتورك. وتتواجد النصب التذكارية لأتاتورك في كافة المدن التركية وبلداتها، كما يتواجد تمثال لأتاتورك عند مدخل المؤسسات الحكومية. وبجانب هذا تبدو في كافة غُرف ذوي المقامات العُليا وفي كثير من مكاتب العمل، أدوات زينة ورموز ونصب لأتاتورك ومنها: تمثال نصفي لأتاتورك، أو قناع له، أو صوره، أو صحُف أو معالم خاصة به. بالإضافة لذلك نجد كثيرًا من المواطنين يمتلكون أشياء خاصة أيضا تعود له ومن ذلك: دبوس شعار أو كارت يحمل توقيع اتاتورك أو دبوس رباط عنق أو خاتم.

بالإضافة لذلك تتواجد صورة أتاتورك على غلاف الكتب الدراسية بكافة مراحل التعليم الأساسي، كما تتواجد صورته في كافة الصفوف الدراسية. وبجانب هذا تدرس كيفية الإخلاص لأتاتورك وثوراته في كافة مراحل المنظومة التعليمية، إمَا كدرس منفصل بذاته أو جزء من بعض الدروس.

ويحتفل كل عام في التاسع عشر من مارس بعيد قومي في الجمهورية التركية، وجمهورية قبرص الشمالية، وفي سفارات تركيا، باعتباره عيد الشباب والرياضة الذي يُقام إحياءً لأتاتورك. في يوم العاشر من نوفمبر -الذي يمثل ذكرى وفاة أتاتورك- في الساعة التاسعة والخمس دقائق صباحًا -ساعة وفاة أتاتورك - يقف جموع الشعب دقيقة حداد عند وكالات الجمهورية التركية وجمهورية قبرص الشمالية والسفارات، وتتوقف المركبات.

وفي عام 1936 سميت لعبة باسم أتاباري تخليدًا لأتاتورك، تلك لعبة شعبية خاصة بمنطقة أرتوين واُشتهرت منذ القدم باسم أرتوين بار. بالإضافة لذلك وُضعت نصب تذكارية في مختلف بلاد العالم لإحياء ذكرى مصطفى كمال أتاتورك؛ فعلى سبيل المثال تُرى تلك النصب التذكارية في أستراليا -جانبرا، وفي رومانيا -بُكرَش، وفي عاصمة شيلي سانتيجو.


على الرغم من إصلاحاته العلمانية الراديكالية، ظل أتاتورك يحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي. يُذكر أنه كان مبدعًا لدولة إسلامية جديدة ومستقلة بالكامل في وقت تعدت فيه القوى المسيحية، ولأنه انتصر في صراع ضد الإمبريالية الغربية. عندما مات، أثنت عليه رابطة مسلمي عموم الهند كشخصية عظيمة حقًا في العالم الإسلامي، وجنرال عظيم ورجل دولة عظيم، معلناً أن ذاكرته ستلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم بشجاعة ومثابرة ورجولة.

يمتد نطاق معجبيه من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الخصم في الحرب العالمية الأولى، إلى الزعيم النازي الألماني والديكتاتور أدولف هتلر، الذي سعى أيضًا إلى تحالف مع تركيا، إلى رؤساء الولايات المتحدة. فرانكلين روزفلت وجون كينيدي، اللذين أشادا بكمال أتاتورك في عام 1963 في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.

كنموذج يحتذى به يشجع السيادة الوطنية، كان أتاتورك يقدس بشكل خاص في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث، الذي اعتبره رائدًا في الاستقلال عن القوى الاستعمارية، مثل رضا بهلوي الإيراني المعاصر لدى أتاتورك، رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، أو الرئيس المصري أنور السادات. كتب الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال والشاعر الوطني البنغالي نذر الإسلام قصائد على شرفه.

عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935 وتكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة وقد انتخب المؤتمر هدى نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي وكانت تعتبر أتاتورك قدوة لها وأفعاله مثلًا أعلى.
كتبت تقول في مذكراتها: "وبعد انتهاء مؤتمر استانبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك محرر تركيا الحديثة .. وفي الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة وبعد لحظات قليلة فتح الباب ودخل أتاتورك تحيطه هالة من الجلال والعظمة وسادنا شعور بالهيبة والإجلال، وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان وكان المنظر فريداً أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية وتلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا، وقلت: إن هذا المثل الأعلى من تركيا الشقيقة الكبرى للبلاد الإسلامية شجع كل بلاد الشرق على محاولة التحرر والمطالبة بحقوق المرأة، وقلت: إذا كان الأتراك قد اعتبروك عن جدارة أباهم وأسموك أتاتورك فأنا أقول إن هذا لا يكفي بل أنت بالنسبة لنا "أتاشرق"، فتأثر كثيراً بهذا الكلام الذي تفردت به ولم يصدر معناه عن أي رئيسة وفد وشكرني كثيراً في تأثر بالغ ثم رجوته في إهدائنا صورة لفخامته لنشرها في مجلة الإجيبسيان."

وصف أتاتورك، كقائد للحركة الوطنية في 1919-1923، من قبل الحلفاء والصحفي المعروف على الصعيد الوطني علي كمال بأنه "رئيس السارق"، في هذا السياق وصفه اللورد بلفور بأنه "الأكثر فظاعة بين الأتراك الرهيبين".



كتاب أتاتورك (السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة) – أندرو مانجو يعيد مانجــو في هذه الســيرة الذاتية رواية حياة مصطفى كمال أتاتورك متجنّبا التمجيد والتهجـم والنقد العنيف على حدّ ســواء. ويــزن بحكمة بين الروايــات المتناقضة في الغالب، مســتعرضا بدقة وشــمول مختلف المصادر التركية والأجنبية، فيرســم صورة مفصلة ومتوازنة عنه، وعن مواجهاته مــع أوثق مؤيديه وألد أعدائه.

ويتمتع مانجــو بمؤهلات فريدة تمكنه من القيام بالمهمة المهولة لغربلة آلاف الصفحات من كتابات أتاتورك الهائلة الحجم وخطاباته الكثيرة، ومن بينها خطاب واحد “نُطوق” ألقي على مدى ستة أيام.كما تفحص أعمال 16 من كتاب سيرة أتاتورك الذين سبقوه ودرسها دراسة نقدية، فضلا عن مئات المذكرات واليوميات والأعمال التاريخية التي وضعها مؤلفون أتراك وأجانب، ومن بينهم العديد من معاصري اتاتورك.واطلع على كم ضخم ومتزايد من الكتابات الحديثة، العلمية والجدلية، التي ما تزال تثيرها شخصية مهمّة كأتاتورك. وكثير من هذه الكتابات بالتركية.. .
المزيد..

تعليقات القرّاء:

مصطفى كمال أتاتورك (بالتركية: Mustafa Kemal Atatürk)‏ (19 مايو 1881 - 10 نوفمبر 1938)، أول رئيس الجمهورية التركية (1923 – 1938)، والقائد الحركة التركية الوطنية، والقائد العام للجيش التركي خلال حرب الاستقلال التركية.

كان قائدًا عسكريًا للجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب العالمية الأولى، بدأ ثورة وطنية ضد الحكومة الإمبراطورية العثمانية القانونية في القسطنطينية وقوات الحلفاء. في هذا الثورة، تقوى بدعم من ضباط الجيش العثماني والسياسيين والشعب. انتصر في حربه ضد القسطنطينية وقوات الحلفاء، ثم أسس جمهورية تركيا.

واصل التحديث الموجه نحو الغرب الذي بدأته السلالة العثمانية ورجال الدولة العثمانية. بصفته بانيًا للأمة، أنشأ الدولة القومية العلمانية التركية. كان علمانيًا وقوميًا، وأصبحت سياساته ونظرياته معروفة باسم الكمالية. لقد وضع تركيا على طريق أن تصبح دولة جديدة ونامية. لقد بذل جهدًا لجعل بلاده، وهي دولة زراعية فقيرة، مثل الدول الغربية المتقدمة. كانت القومية الاجتماعية والاقتصادية أساسية في سياسته الداخلية. ألهم العديد من القادة مثل أمان الله خان، ورضا بهلوي، وأدولف هتلر، والحبيب بورقيبة، وجمال عبد الناصر، وأحمد سوكارنو، ومحمد علي جناح.

كتب كتبًا عن الإستراتيجية العسكرية، والتعليم والتدريب العسكري، والسياسة، والتربية المدنية، والهندسة الرياضية. احتفظ بمذكرات كتب فيها ذكرياته في جاليبولي، والقوقاز، وكارلسباد. نشر صحيفة مع رفاقه وكتب أعمدة. جمعت جميع كتاباته خلال مسيرته العسكرية والسياسية في مجموعة مؤلفة من 30 مجلدًا من الأعمال المجمعة. كان مهتمًا أيضًا بالتاريخ التركي، واللغة التركية، وعلم الآثار، والفلسفة السياسية، وفلسفة الدين، والتاريخ الأديان، ولديه كتب عن هذه الدراسات في مكتبته الشخصية.

أُطلق عليه اسم أتاتورك (أي: أبو الأتراك) وذلك للبصمة الواضحة التي تركها عسكريًا في الحرب العالمية الأولى وما بعدها وسياسيًا بعد ذلك وحتى الآن في بناء نظام جمهورية تركيا الحديثة.

هناك جدل حول معتقدات أتاتورك الدينية. أكد بعض الباحثين أن خطاباته حول الدين دورية وأن آرائه الإيجابية المتعلقة بهذا الموضوع محدودة في أوائل العشرينات. خطاباته الشخصية إضافة إلى المصادر التركية تثبت أنه مسلم متدين، وكان قد وصف الإسلام بأنّه «ديننا الأعظم (أي بالنسبة للتُرك)»، ووصف القرآن بأنه «عظيم الشأن» و«الكتاب المُحكم "الأكمل"»، وقال عن محمد بأنه: «حضرة سيدنا ورسولنا» العبد الأوّل والأعظم لله وأن لا إله إلا الله. ومع ذلك، تزعم بعض المصادر، أن أتاتورك نفسه كان ملحدًا (atheist) أو ربوبيًا (deist) أو لاأدري (agnostic)، وكان معاديًا لجميع الأديان عمومًا.

تشير المصادر إلى أن أتاتورك كان متشككًا دينيًا ومفكرًا حرًا. في عام 1933، قابله السفير الأمريكي تشارلز هيتشكوك شيريل. في المقابلة، قال إنه من الجيد للبشرية أن تصلي لله. وفقًا لأتاتورك، فإن الشعب التركي لا يعرف ما هو الإسلام حقًا ولا يقرأ القرآن. يتأثر الناس بالجمل العربية التي لا يفهمونها، وبسبب عاداتهم يذهبون إلى المساجد. عندما يقرأ الأتراك القرآن ويفكرون فيه، سيتركون الإسلام.

في شبابه، تلقى تدريبًا دينيًا، رغم أنه كان مختصرًا. تضمن تدريبه العسكري مطبوعات دينية. كان يعرف اللغة العربية جيدًا بما يكفي لفهم القرآن وتفسيره. درس "تاريخ الإسلام" بقلم ليون كايتاني و"تاريخ الحضارة الإسلامية" لجرجي زيدان. قام بتأليف الفصل في "التاريخ الإسلامي" بنفسه عندما أراد إعداد كتب التاريخ للمدارس الثانوية. كانت معرفة أتاتورك الدينية عالية إلى حد كبير في طبيعتها ومستواها.

وفاته

بدأت الحالة الصحية لأتاتورك في التدهور منذ عام 1937، وبعد مضي عام واحد اكتشف أنه يعاني من تشمع الكبد، فاستدعى الأطباء من أوروبا؛ لكن الأدوية التي قدمها له كل من الأطباء الأتراك والأجانب لم تجد له نفعًا. توفي أتاتورك – مؤسس الجمهورية التركية ورئيسها الأول – في إسطنبول بقصر طولمة باغجة في تمام الساعة التاسعة والخمس دقائق صباح يوم الأربعاء العاشر من نوفمبر عام 1938. وشُيعت جنازته حتى أنقرة بموكب مهيب ووُضِع جثمانه في مقبرة بمتحف أتنوجرافيا بأنقرة بمراسم حافلة تمت في أنقرة في الحادي والعشرين من نوفمبر عام 1938، وبعد خمسة عشر عامًا في العاشر من نوفمبر عام 1953، دُفن في مقبرة النصب التذكارى الخالد (آنيت كابير) الذي شيد خصيصًا له، وفي وصيته يُقر ويذكر بأنه منح جل عمره للحزب الشعبي الجمهوري ومجمع التاريخ التركي والمجمع اللغوي. كما أوصى بأن تعيش مقبولة آتادن في تشانكايا ومنح منزلًا وأموالًا لصبيحة جوكتشن بالإضافة إلى مساعدته لأبناء عصمت إينونو عن طريق إرسالهم لإكمال دراستهم بالخارج.

ذِكراه

تتمتع تركيا بوجود العديد من الأعمال التي تُخلد ذكرى أتاتورك منها: ميناء اتاتورك الجوي، وملعب أتاتورك للأولمبياد، وسد اتاتورك، وكوبري اتاتورك، وجامعة أتاتورك، ومزرعة أتاتورك. وتتواجد النصب التذكارية لأتاتورك في كافة المدن التركية وبلداتها، كما يتواجد تمثال لأتاتورك عند مدخل المؤسسات الحكومية. وبجانب هذا تبدو في كافة غُرف ذوي المقامات العُليا وفي كثير من مكاتب العمل، أدوات زينة ورموز ونصب لأتاتورك ومنها: تمثال نصفي لأتاتورك، أو قناع له، أو صوره، أو صحُف أو معالم خاصة به. بالإضافة لذلك نجد كثيرًا من المواطنين يمتلكون أشياء خاصة أيضا تعود له ومن ذلك: دبوس شعار أو كارت يحمل توقيع اتاتورك أو دبوس رباط عنق أو خاتم.

بالإضافة لذلك تتواجد صورة أتاتورك على غلاف الكتب الدراسية بكافة مراحل التعليم الأساسي، كما تتواجد صورته في كافة الصفوف الدراسية. وبجانب هذا تدرس كيفية الإخلاص لأتاتورك وثوراته في كافة مراحل المنظومة التعليمية، إمَا كدرس منفصل بذاته أو جزء من بعض الدروس.

ويحتفل كل عام في التاسع عشر من مارس بعيد قومي في الجمهورية التركية، وجمهورية قبرص الشمالية، وفي سفارات تركيا، باعتباره عيد الشباب والرياضة الذي يُقام إحياءً لأتاتورك. في يوم العاشر من نوفمبر -الذي يمثل ذكرى وفاة أتاتورك- في الساعة التاسعة والخمس دقائق صباحًا -ساعة وفاة أتاتورك - يقف جموع الشعب دقيقة حداد عند وكالات الجمهورية التركية وجمهورية قبرص الشمالية والسفارات، وتتوقف المركبات.

وفي عام 1936 سميت لعبة باسم أتاباري تخليدًا لأتاتورك، تلك لعبة شعبية خاصة بمنطقة أرتوين واُشتهرت منذ القدم باسم أرتوين بار. بالإضافة لذلك وُضعت نصب تذكارية في مختلف بلاد العالم لإحياء ذكرى مصطفى كمال أتاتورك؛ فعلى سبيل المثال تُرى تلك النصب التذكارية في أستراليا -جانبرا، وفي رومانيا -بُكرَش، وفي عاصمة شيلي سانتيجو.


على الرغم من إصلاحاته العلمانية الراديكالية، ظل أتاتورك يحظى بشعبية واسعة في العالم الإسلامي. يُذكر أنه كان مبدعًا لدولة إسلامية جديدة ومستقلة بالكامل في وقت تعدت فيه القوى المسيحية، ولأنه انتصر في صراع ضد الإمبريالية الغربية. عندما مات، أثنت عليه رابطة مسلمي عموم الهند كشخصية عظيمة حقًا في العالم الإسلامي، وجنرال عظيم ورجل دولة عظيم، معلناً أن ذاكرته ستلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم بشجاعة ومثابرة ورجولة.

يمتد نطاق معجبيه من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، الخصم في الحرب العالمية الأولى، إلى الزعيم النازي الألماني والديكتاتور أدولف هتلر، الذي سعى أيضًا إلى تحالف مع تركيا، إلى رؤساء الولايات المتحدة. فرانكلين روزفلت وجون كينيدي، اللذين أشادا بكمال أتاتورك في عام 1963 في الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.

كنموذج يحتذى به يشجع السيادة الوطنية، كان أتاتورك يقدس بشكل خاص في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث، الذي اعتبره رائدًا في الاستقلال عن القوى الاستعمارية، مثل رضا بهلوي الإيراني المعاصر لدى أتاتورك، رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، أو الرئيس المصري أنور السادات. كتب الشاعر والفيلسوف الباكستاني محمد إقبال والشاعر الوطني البنغالي نذر الإسلام قصائد على شرفه.

عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935 وتكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة وقد انتخب المؤتمر هدى نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي وكانت تعتبر أتاتورك قدوة لها وأفعاله مثلًا أعلى.
كتبت تقول في مذكراتها: "وبعد انتهاء مؤتمر استانبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك محرر تركيا الحديثة .. وفي الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة وبعد لحظات قليلة فتح الباب ودخل أتاتورك تحيطه هالة من الجلال والعظمة وسادنا شعور بالهيبة والإجلال، وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان وكان المنظر فريداً أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية وتلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب وشكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا، وقلت: إن هذا المثل الأعلى من تركيا الشقيقة الكبرى للبلاد الإسلامية شجع كل بلاد الشرق على محاولة التحرر والمطالبة بحقوق المرأة، وقلت: إذا كان الأتراك قد اعتبروك عن جدارة أباهم وأسموك أتاتورك فأنا أقول إن هذا لا يكفي بل أنت بالنسبة لنا "أتاشرق"، فتأثر كثيراً بهذا الكلام الذي تفردت به ولم يصدر معناه عن أي رئيسة وفد وشكرني كثيراً في تأثر بالغ ثم رجوته في إهدائنا صورة لفخامته لنشرها في مجلة الإجيبسيان."

وصف أتاتورك، كقائد للحركة الوطنية في 1919-1923، من قبل الحلفاء والصحفي المعروف على الصعيد الوطني علي كمال بأنه "رئيس السارق"، في هذا السياق وصفه اللورد بلفور بأنه "الأكثر فظاعة بين الأتراك الرهيبين".

كتاب أتاتورك (السيرة الذاتية لمؤسس تركيا الحديثة) – أندرو مانجو يعيد مانجــو في هذه الســيرة الذاتية رواية حياة مصطفى كمال أتاتورك متجنّبا التمجيد والتهجـم والنقد العنيف على حدّ ســواء. ويــزن بحكمة بين الروايــات المتناقضة في الغالب، مســتعرضا بدقة وشــمول مختلف المصادر التركية والأجنبية، فيرســم صورة مفصلة ومتوازنة عنه، وعن مواجهاته مــع أوثق مؤيديه وألد أعدائه.

ويتمتع مانجــو بمؤهلات فريدة تمكنه من القيام بالمهمة المهولة لغربلة آلاف الصفحات من كتابات أتاتورك الهائلة الحجم وخطاباته الكثيرة، ومن بينها خطاب واحد “نُطوق” ألقي على مدى ستة أيام.كما تفحص أعمال 16 من كتاب سيرة أتاتورك الذين سبقوه ودرسها دراسة نقدية، فضلا عن مئات المذكرات واليوميات والأعمال التاريخية التي وضعها مؤلفون أتراك وأجانب، ومن بينهم العديد من معاصري اتاتورك.واطلع على كم ضخم ومتزايد من الكتابات الحديثة، العلمية والجدلية، التي ما تزال تثيرها شخصية مهمّة كأتاتورك. وكثير من هذه الكتابات بالتركية..  



سنة النشر : 1999م / 1420هـ .
حجم الكتاب عند التحميل : 14.9 ميجا بايت .
نوع الكتاب : pdf.
عداد القراءة: عدد قراءة أتاتورك

اذا اعجبك الكتاب فضلاً اضغط على أعجبني
و يمكنك تحميله من هنا:

تحميل أتاتورك
شكرًا لمساهمتكم

شكراً لمساهمتكم معنا في الإرتقاء بمستوى المكتبة ، يمكنكم االتبليغ عن اخطاء او سوء اختيار للكتب وتصنيفها ومحتواها ، أو كتاب يُمنع نشره ، او محمي بحقوق طبع ونشر ، فضلاً قم بالتبليغ عن الكتاب المُخالف:

برنامج تشغيل ملفات pdfقبل تحميل الكتاب ..
يجب ان يتوفر لديكم برنامج تشغيل وقراءة ملفات pdf
يمكن تحميلة من هنا 'http://get.adobe.com/reader/'

المؤلف:
أندرو مانجو - ANDRO MANGO

كتب أندرو مانجو ❰ له مجموعة من الإنجازات والمؤلفات أبرزها ❞ أتاتورك ❝ الناشرين : ❞ دار الكلمة للنشر والتوزيع ❝ ❱. المزيد..

كتب أندرو مانجو
الناشر:
دار الكلمة للنشر والتوزيع
كتب دار الكلمة للنشر والتوزيعتعد دار الكلمة للنشر والتوزيع واحدة من دور النشر التي تعمل وفق رؤية استراتيجية لاستنهاض الأمة وإحياء التراث وبناء وعى جمعي قائم على بناء معرفي واضح، وتأكيد علي تراث الأمة وثوابتها وتجديد وتجويد فهم صحيح يكون دافعا لإعادة تكوين وتصحيح وسائل النهضة وتحقيق غاية الوجود وهي الإصلاح في هذا الكون الذي إستخلفنا الله فيه لتحقيق سعادة البشرية ورضاء الله تعالي . وهذا لن يكون إلا بتجديد التراث لتحقيق فهم واضح ولهذا تعمل دار الكلمة للنشر والتوزيع معكم وبكم ولكم من أجل الأصالة والتجديد. ❰ ناشرين لمجموعة من المؤلفات أبرزها ❞ معجم البلدان والقبائل اليمنية الجزء الأول ❝ ❞ الانمساخ ل فرانز كافكا ❝ ❞ معجم البلدان والقبائل اليمنية الجزء الثاني ❝ ❞ روائع من التاريخ العثماني ❝ ❞ الأعمال الشعرية الكاملة (سيد قطب) ❝ ❞ بهجة الزمن في تاريخ اليمن ❝ ❞ نظرية السيادة وأثرها على شرعية الأنظمة الوضعية ❝ ❞ محاضرات في مقاصد الشريعة ❝ ❞ اليهود في بلاد المغرب الأقصى في عهد المريتيين والوطاسيين ❝ ❞ احلام من أبي ❝ ومن أبرز المؤلفين : ❞ محمود درويش ❝ ❞ سيد قطب ❝ ❞ محمد الجوادي ❝ ❞ إبراهيم المقحفي ❝ ❞ فرانس كافكا ❝ ❞ هيجل ❝ ❞ إريك فروم ❝ ❞ البير كامو ❝ ❞ سفر الحوالي ❝ ❞ أحمد الريسوني ❝ ❞ ستيفن هوكنغ ❝ ❞ صلاح الصاوي ❝ ❞ جون جريبين ❝ ❞ لويس ولبرت ❝ ❞ والتر ايزاكسون ❝ ❞ كارين أرمسترونج ❝ ❞ مريد البرغوثي ❝ ❞ شيلا ر. كانبي ❝ ❞ جورج جونسون ❝ ❞ أورخان محمد علي ❝ ❞ هنري كلود ❝ ❞ حمزة علي لقمان ❝ ❞ عبد الحليم عويس ❝ ❞ سعد الدين العثماني ❝ ❞ توماس هوبز ❝ ❞ جاليليو جاليلي ❝ ❞ كاتب غير معروف ❝ ❞ تاج الدين عبد الباقى بن عبد المجيد اليماني ❝ ❞ مجموعة من المؤلفين ❝ ❞ بول ديراك ❝ ❞ أرنست كاسيرر ❝ ❞ إدموند هوسرل ❝ ❞ محمد إبراهيم مصطفى ❝ ❞ إسماعيل على محمد ❝ ❞ فسنايبول ❝ ❞ فلاتكو فيدرال ❝ ❞ هاي يونغ لي ❝ ❞ ديفيد لندلي ❝ ❞ ستان جيبلسكو ❝ ❞ إجناز كانوز ❝ ❞ غوستاف فلوبير ❝ ❞ وليام فوكنر ❝ ❞ باراك أوباما ❝ ❞ فرلين د. فيربروج ❝ ❞ سونغ آرن كانغ ❝ ❞ أليكس بيلوس ❝ ❞ محمد الصادقي العماري ❝ ❞ عطا علي محمد شحاته ريه ❝ ❞ سون ـ هان كيم ❝ ❞ بيرتون ل ماك ❝ ❞ أندرو مانجو ❝ ❞ صاحب الربيعي ❝ ❞ عبد السلام أحمد فيغو ❝ ❞ مصطفي امحمد الشعباني ❝ ❞ نيل شوبين ❝ ❞ جورج لاين ❝ ❞ فرانسيس غروم ❝ ❞ سامي الزقم ❝ ❞ فريدة النقاش ❝ ❞ ميوكي ميابي ❝ ❞ ليندا ديب الأعرج ❝ ❞ الناجي لمين ❝ ❞ أنطونيو تابوكي ❝ ❞ دبليو توماس ❝ ❞ توماس جورج ثروم ❝ ❞ توماس كراين ❝ ❞ ماريانا مونتيرو ❝ ❞ سرحان عبدالرحمن محمد علي ❝ ❞ باولو سانتانجيلو ❝ ❞ أميمة عز الدين ❝ ❞ لويس جان كالفى ❝ ❞ غسان شبارو ❝ ❞ غاردن تومسن ❝ ❞ جايمس اى هونى ❝ ❞ وليم باتلر ❝ ❞ ايه دبليو هال ❝ ❞ جوزيف جاكويس ❝ ❞ اى ام بانغ وى يوريك ❝ ❞ فرانك لندر مان ❝ ❞ مارغورى وارد دروب ❝ ❞ ريتشارد سميث ❝ ❞ مايت كريمينتس ❝ ❞ ناتالى أنجير ❝ ❞ أون مي هور ❝ ❱.المزيد.. كتب دار الكلمة للنشر والتوزيع